صوت الحق
الصديق النعيم موسى
الأجانب – ما هو دور وزارة الداخلية ( 1 ) ؟
خلال الأعوام الخمس الماضية ظللت أكتب بصورة شبه دورية عن تمدد الأجانب في بلادنا وعضدت مقالاتي بمقابلات وحوارات مع أجانب هم بيننا الآن يجلسون بلا أي أوراق رسمية ؛ والأمر المؤسف والصادم لم تتحرك وزارة الداخلية في هذا الأمر حتى وقع ( الفأس في الرأس ) وعندما وقعت حادثة جبره الشهيرة كتبنا أن تستفيق إدارة شُرطة الأجانب من نومها وللأسف ظل الأمر على ما هو عليه حتى شارك الأجانب واللاجئين مع المليشيات وأصبحوا جنوداً لها ؛ أحست رئاسة الشُرطة بالخطر برغم تأخر ذلك إلاّ أن تأتي مُتأخراً خيرٌ من ألا تأتي نهائياً .
أمر الأجانب هو أمر يتعلّق بالأمن القومي فيجب أن يُنظر له على بهذا الفهم أي الفهم المُهدد للدولة في أمنها الداخلي والقومي على المستوى الكبير . دول جوارنا حريصة تماماً على التعامل الصارم مع الأجانب ليس هنالك مَن يعيشون بلا هويات وإقامات . هذا التساهل أفضى لكارثة حقيقية يعاني السودان كثيراً من ويلاتها ونتيجةً لهذا التساهل أصبح الأجانب مُطمئنون تماماً لتنفيذ كل ما هو ممنوع ومُخالف للقانون .
هنالك أدوار عِدة تنتظر وزارة الداخلية نذكر منها :
■ إدارة شرطة الأجانب في حوجة ماسة لمستشاريين يتمتعون بالفهم العالي في أمور الإستراتيجية الأمنية .
■ إعلان رسمي من قبل الدولة في الإعلام وتحديد فترة ثلاثة أشهر لتسجيل الأجانب بالبصمة ومنحهم الرقم الأجنبي .
■ سريان الحملات المُكثّفة في جميع المعابر ومراقبة الحدود .
■ تكوين لجان فرعية بالمُدن والأحياء تتعاون مع الأجهزة الأمنية في ضبط الأجانب .
■ يتم تحديد نافذة في كل صالات السجل المدني لتسجيل الأجانب على أن يتم أخذ الرسوم المقررة منهم .
■ تطبيق القوانين الرادعة لكل المخالفين والمُشاركين في الحرب .
يجب أن تتوفر الإرادة الوطنية في تقنيين وضعية الأجانب ، ولعلّنا عندما نكتب عن فشل التجارب السابقة لم يكن الفشل في توفير المُعينات أو الموارد لدي رئاسة الشُرطة وإنما كان لعدم توفّر الإرادة والجدية وهو ما شاهدناه بأعيننا في مناطق العاصمة المختلفة والمساكن الغير قانونية لمواطني دولة جنوب السودان في أطراف ووسط العاصمة .
نتمنى أن تخرج ورشة وزارة الداخلية غداً بحلول ناجعة وسريعة لحسم هذه الظاهرة التي أقلقت مضاجع السودانيين وساهمت في العبث بأمن البلاد القومي .