مقالات الرأي
أخر الأخبار

سفارتنا بالقاهرة …* *( ناموسيتك كحلي)* *هشام الكندي*

*سفارتنا بالقاهرة …*
*( ناموسيتك كحلي)*

*هشام الكندي*

حسنا ما تمخض عنه لقاء الرئيس الجنرال عبدالفتاح البرهان برصيفة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن يعامل المواطنين السودانيين الفارين من جحيم الحرب الذين وصلوا أرض الكنانة مثل المصريين في الصحة والتعليم عطفآ عن تسريع و تبسيط إجراءات الدخول والإقامة ، فأهل السودان الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها تحت هدير المدافع كان امتحان و إبتلاء يصعب وصف حاله وحين يكون إبتلاء المصببة في النفس والأموال و الثمرات فحالهم وهم صابرين ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) . فحالة الخوف والفزع في وجوه الناس يا نفسي يا نفسي فلا غيمة تظلك ولا بروج مشيدة تحميك .

احزنني خلال الإسبوع وانا بين صفحات الشبكة العنكبوتية ، مقاطع فيديو نشرت على نطاق واسع تحكي مأساة عدد من ابناء السودان بإحدى السجون (باسمبل) سجن عبارة عن مخزن من الحديد والزنك مكثوا خلالة قرابة الشهر من بينهم نساء ، وضع لا يحتمل لا يراعي أدنى مقومات الإنسانية ، المقطع الثاني يظهر مرور اعداد مهوله من أهلنا يساقون مشيآ على الأقدام كالقطيع لمعبر اشكيت السوداني ، صورة تعتصر ورائها آلاف القصص و الحسرة لأسراب الضحايا الكادحون الذين ضاقت بهم طرقات الموت وصولأ إلى هناك بحثآ عن غيمة تظلهم وصلوات على اسوار السيدة ذينب حين هدمت مساجد وصلوات .

سيدي وزير الخارجية وسيدي سفيرنا بالقاهرة هل بلغكم نبأ معتقلي سجن ابوسمبل والمرحلين عبر معبر اشكيت ، هل تعلمون انهم من اهل السودان يحملون الرقم الوطني ، هل لديكم علم بحجم المعاناة التي مروا بها وصولآ إليكم ، وهل لديكم علم بمصرفات الرحلة للأسرة وكيف تحصلوا عليها وماذا باعوا من عزيز الذهب والفضة ، هل أعجبكم حالهم وهم كقطيع الأغنام ينامون بالسجون ويساقون مشيآ على الأقدام ، الم يكن هؤلاء الناس من ابناء جلدتكم من النساء والأطفال والمرضى ، بالله عكليم ماذا جنى هؤلاء حتى يهانوا ويذلوا ، هل كانوا مهربين للسلاح او المخدرات او العملة ، حتى إن كانوا فصور السجن لا تمد للإنسانية بصلة .

سيدي سفيرنا بالقاهرة لعلكم لم تتخيلوا ما وقع على هؤلاء الناس صبيحة السبت الأسود للتمرد ، لعلكم لم ترؤا ما حدث من خوف وفزع حين تسقط الدانة وحين تسمع صوت الدوشكا او الرباعي او قذائف السخوي ، إرتجت الأرض وتناثرت الأشلاء والجثث بالشوارع نهشتها الكلاب والقطط ومن أوفر حظأ دفن بمنزلة دون الكفن والحنوط والصلاة ، وحين هبوا خارجين ( ملأوا الطريق .. وعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق يتهامسون وسياط جلاد تسوق خطاه ما تصنعون ) كان هذا حالهم سيدي السفير كسرت هيبة الرجال وجرح شرف من فتيات بلادي فأثروا الهجرة لكن وأسفا ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) هل يمكن جبر كسر هؤلاء وإن استقبلتهم بالمناديل المعطرة لتغطي دمعة المفجوع .

سيدي سفيرنا بالقاهرة ليس لدي معرفة بشخصك وحين السؤال عنك بالخارجية واهالي اركويت لم يقولوا إلا خيرآ عنك ، لكن يبدو أن غمام القاهرة و جميل كشري التحرير وعصائر الشبراوي جعلت مكاتب سفارتك ( ناموسيتك كحلي ) فالخدمة التي تقدم لا ترتقي لحجم اعداد طالبي الخدمة رغم الجهد المبذول منكم ، عند زيارتي للقاهرة حوالي 2016 تعرفت على المستشار الإعلامي حينها الاستاذ محمد جبارة يعمل ليل نهار لحلحلة مشاكل الجالية يمتع بعلاقات طيبة مع المصريين وهو جالس على القهوة لم يتوقف جوالة عن حديث الجالية
، بعدها لم أسمع باسم شخص بالسفارة عدا الدكتور مرتضى عثمان المستشار الثقافي و هو ينشط في عمل تهيئة المناخ للطلاب هناك .

سيدي وزير الخارجية وسفيرنا بالقاهرة هؤلاء الناس المقهورين هم تحت عهدة عملكم تسألون عنهم عند اليوم العظيم ، و ما اوصلهم إلى هنا كان بسوء تقديرات حكومتكم لإدارة أزمة تمدد المليشا ووجود جيوش الحركات المسلحة ( إتفاق جوبا) بالخرطوم باعتبارها مهددآ للأمن القومي والسلم الإجتماعي حتى حدث ما حدث ، و هؤلاء الناس الذين سجنوا و رحلوا هم الذين يدفعون لكم قسطآ من مرتبات الدولار ولتعلم ان بعض الذين وصلوا هناك ليس لديهم ما يغطي أبنائهم من البرد ولو لا عطف المنظمات عليهم لماتوا ، فعذرآ لك امي السمحة ام مساير المشلخة وعذرآ لك ابي ابسروال وَمركوب وعذرأ لكم أولادي وبناتي فأنتم ما شبة العذاب والدموع وغدآ تفتح الخرطوم أحضانها (وغدا نعود حتما نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود نسيير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى