
*صحيفة المقرن تحاور الصحفية والناشطة التطوعية واصله عباس محمدنور*
حاورها : محجوب ابوالقاسم
*في هذه الحرب المشئومة فقدت اربعة من اشقائي ، وقدمنا اربعة شهداء ، وتسبب الحصار في وفاة خمسة من افراد الاسرة ، ولم ادخل بيتي بعد عودتي الا بعد اسبوعين .*
*افرغت قوة من المليشيا ذخيرتها علي رؤوسنا اثناء عملنا بمستشفي ابوسعد لولا ستر الله لكنا ماضي يُحكي ،*
*لهذا السبب ركبت عربة المليشيا في مدني…..؟*
*وهذا مافعلته عندما تم الابلاغ عن ضابط بالجيش كانت معنا …..*
*السودان سيتعافي اذا ترك القبلية والمناطقية والحزبية ،*
*الاعلام السوداني لم يكن قدر التحدي ، وهذه رسالتي للمنظمات الدولية..*
*البطاقة التعريفية :*
واصله عباس محمدنور ، أمدرمانية النشاة والميلاد ، ناشطة طوعية في العديد من المؤسسات الطوعية والانسانية ابرزها ، جمعية الهلال الاحمر السوداني ، ومؤسسة لمبادرة (بٍنتعلم ) ، لبناء قدرات المتطوعين والشباب في العمل التطوعي والإنساني ، وإعلامية وصحفية في العديد من المواقع الالكترونية ، والمؤسسات الإعلامية ، ومالكة لموقع (سٍفر الإنسانية ) ، كأول موقع متخصص في الشأن التطوعي والإنساني يعمل علي عكس أنشطة المؤسسات الإنسانية والطوعية والمبادرات المجتمعية .
*كيف تصفي تجربتك كإمراة وصحفية ، وناشطة طوعية عايشت الحرب في السودان لمدة عامين؟*
ماحدث في الحرب يٌعد من أسؤ التجارب التي مر بها مجتمعنا السوداني داخليا وخارجيا ، وعايشنا فيه وضع لايمكن وصفه بالحروف والعبارات والكلمات ، وضع سيظل في الأذهان وجعا يقلق مضاجعنا ، وفي الابدان يبقي جرحا لايمكن شفاؤه ، حينما بدأت الحرب ، ونسبة لسكني بالقرب من منطقة عسكرية ، كانت المعاناة الحقيقية من خلال تواجدنا في خط النار الاول ، ولكن ظل سكان منطقة ابوسعد في صمودهم ، وتحت قصف البنادق والمدافع لم يخرجوا من ديارهم ، رغم المهددات الامنية ،وإنعدام كل مقومات الحياة الصحية والغذائية ، ولكنهم صمدوا ، وكان الدعم السريع يصفهم بالمتعاونين أو ( الحاميين ضهر الجيش) ، في ظل هذا الوضع قمت وبمشاركة ابناء المنطقة بافتتاح غرف الطوارئ الصحية ، بتحويل مستشفي الاطفال الي مستشفي طوارئ ، وأحضرت أتيام متطوعي جمعية الهلال الاحمر السوداني ، وبقية الكوادر الطبية المتطوعة وكنا معهم ، ومن خلال عملي الصحفي كنت اعمل علي عكس مايدور من خلال القنوات الفضائية ، والمواقع الالكترونية ، و مواقع التواصل الاجتماعي ، وعلي الرغم من خطورة الوضع الا إن الحضور للمستشفي كان واجبا وطنيا ، وقد كاد ان تتم تصفية كل المتواجدين في المستشفي عندما احاطت بالمستشفي قوة من الدعم السريع ، أفرغت ذخيرتها علي رؤوسنا لولا ستر الله ولطفه بنا لكنا الان ماضي يٌحكي .
*ماهي اصعب المواقف التي مررت بها خلال الحرب؟*
كان مرض شقيقي ، وإنعدام العلاج في فترة الحرب دفع بي للسفر به الي ولاية الجزيرة وحاضرتها مدني لمواصلة علاجه ، وكان السفر بمثابة مغامرة محفوفة بالمخاطر لكثرة التدوين والارتكازات ، بجانب الوضع الصحي المتأزم لشقيقي ، وطول مسافة الرحلة لاكثر من عشرة ساعات ، وظللت برفقته وشقيقتي طوال فترة مرضها وشاءت ارادة المولي عز وجل ان يكون مرقده الاخير في مدني في مقابر ام سنط ، بعد اسبوعين فقط من وصولنا الي الجزيرة ، ولازالت لحظات رحيله تتراءي امامي وجعا والما ، وكان وقع الخبر علي اسرتي اشد مما هم فيه .
*هل عدتي الي الخرطوم بعد فقدك لشقيقي؟*
لا لم اعد للخرطوم لإستحالة الامر ، بعد أن ضرب الدعم السريع طوقا قاسيا علي منطقة الفتيحاب ، واصبحو في حصارا أدي الي استشهاد المئات من الاسر ، فمكثت وشقيقتي عند اصدقائي في مدني (أٍسرة بابكر السلاوي – واسرة د.أسامة طلحة ) ، ومن ثم توجهنا الي اهلنا في قرية الجميعابي ، وعدنا بعدها الي مدني لنستقر في جامعة الجزيرة داخلية الحميراء ،، ظللنا بها حتي اجتياج الدعم السريع الي ولاية الجزيرة.
*بوصفك ناشطة تطوعية ماهو الدور الذي قمتي به في فترة تواجدك في ولاية الجزيرة ؟*
عملت علي إطلاق مبادرة لتدريب الوافدين في مراكز الإيواء علي الاسعافات الاولية عبر جمعية الهلال الاحمر السوداني فرع ولاية الجزيرة برعاية كريمة من المدير التنفيذي سمير عثمان ، تم من خلالها تدريب عدد كبير من الوافدين في المراكز ، وقد احدثت هذه المبادرة نقلة كبير في رفع الوعي الصحي داخل مراكز الايواء ، أيضا قمت بعمل الهوية البصرية لمكتب جمعية الهلال الاحمر فرع الجزيرة ، بالاضافة لانتاج الافلام الوثائقية لأنشطة الجمعية ، ايضا زرت كل مراكز الايواء بالولاية لتنفيذ برامج الدعم النفسي والاعلامي ، بجانب عكس كل الانشطة والبرامج عبر الوسائل الاعلامية ، ايضا اطلقتُ مبادرة نداء لدعم ولاية الخرطوم ، بالتنسيق مع حكومة ولايتي الخرطوم والجزيرة، والتقيت بالمسئولين في حكومة ولاية الجزيرة ، توطئة لإطلاق النداء لاستقطاب الدعم لولاية الخرطوم ووجدت القبول ، ولكن حدث دخول الدعم السريع للولاية فتوقفت المبادرة.
*كيف استطعتم التعايش في مدني في ظل تواجد مليشيا الدعم السريع ؟*
كان الخروج من مدني صعبا ، ففي لحظة اختفت كل السيارات من المدينة ، واصبحت المدينة فارغة من اهلها ، ظللنا ثمانية عشر يوما في مدني لانستطيع المغادرة لوجود مرضي بيننا ، فعشنا في شقة بها غرفة واحدة وصالتين ، لايوجد بها ماء او كهرباء بحي المنيرة ، يسكن بها 48 فرد من بيننا ( مريضة سرطان -4 مرضي سكري – 6 اطفال مرضي ربو – ومريضة فشل كلوي ) كلهم عاشوا طوال الفترة دون علاج ، وصنف الاكل نوع واحد من النشويات وكانت كل احتياجاتنا موجودة في داخلية الحميراء بجامعة الجزيرة فكنا نغامر بالذهاب للداخلية لأخذ اغراضنا علي الرغم من المخاطر ، فوجدنا احد الاشخاص كان معنا في السكن وهو يدير منظمة ، ولكن اتضح انه ينتمي لمليشيا الدعم السريع فيما بعد ، و نسبة لوجود عدد من المرضي في السكن ، طلبنا منه توفير العلاجات للمرضي ، وايجاد طريقة للغسيل الكلوي لشقيقتي ، فاتصل هاتفيا ، وبعدها حضرت الينا عربة للمليشيا بها سيدتين ، وطلبت مني الذهاب معنا للسكن للوقوف علي احوال المرضي ، ولان الوضع الصحي كان سيئا ركبت معهم العربة حتي السكن ووقتها كان الطيران الحربي يحلق في سماء المدينة، ولكن علي الرغم من المخاطرة لم يحدث شئ وكانت وعود جوفاء، ولم يتم توفير الدواء للمرضي.
ولكن قبل الذهاب للسكن اتصلت باخواتي بضرورة ان يخفوا كل البنات والشباب ، وخاصة وانه كانت بيننا ضابط جيش برتبة رفيعة ، تم الابلاغ عنها بواسطة احد الاخوات . وكانت لحظات مرعبة علي الجميع .
*الي اين خرجتم عقب دخول مليشيا الدعم السريع الي الجزيرة ؟*
بعد اتصالات مكثفة في ظل انعدام التيار الكهربائي ، ومن خلال مصباح يعمل بالطاقة الشمسية قمنا بشحن هاتف ايتل ، استطعنا من خلاله التواصل مع جمعية الهلال الاحمر السوداني ، والتي التزمت بسداد قيمة العربة البالغة مليار ونصف ، وخرجنا عبر شخص له علاقة بمليشيا الدعم السريع ، حيث ركب معنا احد الافراد حتي خروجنا من كبري حنتوب لتكون ولاية القضارف وجهتنا ، لتستقبلنا جمعية الهلال الاحمر في الاستراحة الخاصة بهم ، حتي تمكن الجميع من توفيق اوضاعهم وظللت بها لمدة عام كاملا لمواصلة علاج شقيقتي ، وإنخرطت في الحياة بالقضارف المدينة التي تشبه امدرمان وتفيض سماحة ومحنة واهلها كرماء كانوا بمثابة الاهل والعشيرة.
*فقدتي 13 فردا من اسرتك خلال هذه الفترة الماساوية ، كيف أثر هذا الفقد علي حياتك الشخصية والمهنية ؟*
حتي هذه اللحظة اتجرع مرارة الفقد ، فقدت اربعة من اشقائي ، مات اخي (حامد) بين يدي في ولاية الجزيرة ، وبسبب انعدام الغذاء والدواء والحصار المضروب علي مدينتي ابوسعد ، وبعد شهرين مات اخي الكبير (السر) ، وهو ينادي باسمي ، وبعد تسعة ايام فقط لحق به شقيقي (الطيب) ، وعمي الحبيب ، ومن ثم خالتي (أم محمد ) وكانت بمثابة امي وكانت ايضا تناديني وهي في غيبوبتها ، لتتواصل ماساة الفقد بتقديمنا لشهيد في معركة الكرامة ابن أخي (الشهيد انس ابراهيم عباس) وكان قاصمة الظهر لنا ، ولحق بهم ابن خالتي المحاصر في منطقة الصالحة (أحمد ) ، لتتبعه ابنة اخيه (منينةالحنينة ) ايضا في الصالحة ، بسبب مرض اليرقان وانعدام الدواء والغذاء ، ومن ثم يأتينا نبأ استشهاد (محمد ) ابن شقيقتي في معتقلات المليشيا بعد تسعة اشهر من اعتقالهما مع شقيقه الاصغر (ميسرة ) الذي عاد بحمد الله ، وايضا نبأ استشهاد (علاءالدين) ، زوج ابنة اخي في معتقلات المليشيا ، أثناء اداءه مهمة أمنية ، وكذلك استشهاد (محمد ) ابن عمي بواسطة قناص ، واخيرا وفاة (حميدة ) شقيقتي في جمهورية مصر العربية بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي.كل الراحلين يمثلون لي حياتي باكملها ، ولهذا صعب علي الخروج من دائرة حزني ولكن رحمة الله بجانبي ، حتي انني لم استطيع دخولي منزلنا لمدة اسبوعين من وصولنا لامدرمان خوفا من اماكن الراحلين الخاوية.
ايضا الحصار علي منطقة صالحة كان يشكل مهددا نفسيا لنا لوجود شقيقتي الكبري واسرتها ولم يتمكنوا من الخروج الا بعد انتصارات ابطال معركة الكرامة ودخولهم لمنطقة صالحة فسجدت لله حمدا وشكرا ونوبة من البكاء علي خروجهم سالمين ، هم وبقية الاهل رغم كثرة الوفيات وسط اهلنا في الجموعية وصالحة.
*إذا بعد كل هذه الاحداث مالذي دفعك للبقاء في السودان ، رغم المخاطر التي كانت تحيط بك كصحفية وناشطة ؟*
لم افكر اطلاقا في الخروج من السودان ، لان كان علاج شقيقتي وحال اسرتي المحاصرة بين صالحة وابوسعد ، هما شغلي الشاغل ، غير ذلك فالوطن الذي عشنا فيه وقت الامان والإطمئنان لايمكن مغادرته وهو في كربه وضيقه ، وأنا الان خارج الوطن وقد جئت لمواصلة علاج شقيقتي قبل شهر ونصف ، ولكن الله قد اختارها الي جواره ، وحتما ساعود بعد التعافي.
*من خلال عملك الطوعي. ماهي ابرز التحديات التي واجهتك اثناء محاولتك تقديم المساعدة للنازحين والمتضررين من الحرب؟*
ظلت مشكلة فتح المسارات الآمنة لتقديم المساعدات الانسانية هي المعضلة الحقيقية التي كانت تعيق عمل المنظمات الانسانية ، أيضا كانت المضايقات التي يتعرض لها المتطوعين اثناء تقديم المساعدات ادت الي استشهاد الكثير منهم ، ايضا الولايات لم تكن مهيئة لاستقبال الفارين من جحيم الحرب ، وكانت احد مراكز الايواء في احد الولايات عبارة عن هناكر كبيرة لمزرعة دواجن سابقا ، فعندما رأيت الامر بكيت للوضع فاطلق علي المعسكر (المعسكر البكت فيه بت التربال)، والتحدي الحقيقي هو انك مثلهم فكيف يمكن اعانتهم وقضاء حاجاتهم لهذا كان الاعلام هو المخرج لتوصيل صوتهم ورسالتنا .
*هل تعتقدي ان الاعلام السوداني ، قام بدوره في تغطية معاناة المدنيين خلال الحرب ؟ وماهو دورك انتي في ذلك ؟*
لا زالت أومن أن الأعلام السوداني الرسمي والقطاعات الخاصة والمواقع الإلكترونية لم تكن قدر التحدي حتي هذه اللحظة ، والدليل ان القنوات الخارجية كانت تقف في قلب الحدث وتنقله لحظة بلحظة ، ولكن التحية لابطال المعركة الذين عكسوا لنا المشهد كاملا واصبحت مقاطع الفيديوهات التي يقومون بتصويرها هي المصادر ، اما عن دوري انا فرد في مساحة كبيرة ، وظرفي الخاص حال دون التواجد في الساحة بالقدر المطلوب ، وعلي الرغم من ذلك قمت بتأسيس موقع (سٍفر الإنسانية ) كأول موقع مختص بالعمل التطوعي والانساني والمبادرات المجتمعية ، عملت من خلاله علي عكس الانشطة الانسانية.
*بصفتك شاهدا حيا علي الانتهاكات الانسانية ، ماهي ابرز المشاهد والقصص التي لاتزال عالقة في ذاكرتك ؟*
يوم أن أحاطت مليشيا الدعم السريع بمستشفي ابوسعد للطوارئ والتي كنا نعمل فيها وافرغو ذخيرتهم علي رؤوسنا ، وكان يوما لاينسي ، أيضا طلب مني اعلامهم في مدني ان أتحدث لهم في افادة صحفية مرئية عندما ذهبوا معنا لتوفير العلاج ، فقلت لهم انا لا اعرف التحدث في الاعلام واخشي من الكاميرات ، وقال لي احدهم (كأني بعرفك .. بس ماقادر احدد انا شفتك وين ؟؟ وكاد امري ان ينكشف لولا تدخل احدهم وادلي بالافادة ، ولكن ظلت نظراته ترمقني بقلق شديد ، أيضا عندما تم الابلاغ عن صديقتي في النزوح (م) وهي طبيبة وضابط في القوات المسلحة من قبل احداهن (_) ، ولابعاد الشبهة عني لاني الاقرب لها حتي لايتم تفتيش الشقة التي نسكن فيها معا ، ذهبت الي داخلية الحميراء لمقابلة (_) التي ابلغت عنها لاشتكي لها ان (م) غادرت بعربة خاصة دون ان تخبرني ، فكان ردة فعلها انها وصفتها بالهاربة فتوقفت عن الابلاغ عنها وملاحقتها ، وظللت اذهب الي الداخلية حتي علم الجميع بخروجها ، ومن ثم كان خروجنا النهائي من ولاية الجزيرة .
*كيف استطعتي التوفيق بين العملين الاعلامي والتطوعي في ظل ظروف امنية ومعيشية قاسية ؟*
لم يكن في الامر صعوبة فكل العملين من الاعمال المحببة الي نفسي لذلك وجدت في الامر متنفسا مما انا فيه ، فكنت اعمل علي عكس كل الانشطة الطوعية علي موقعي (سٍفر الإنسانية ) ، ومن ثم توزيعه علي بقية المواقع التي اتعاون معها ، بالاضافة الي استضافتي في العديد من الاذاعات والقنوات الفضائية التي اعكس فيها مايدور في الواقع.، وكتبت مقالا ( أصبحت نازحة)، عن اجتياح المليشيا للجزيرة، تمت ترجمته للغة الإنجليزية والفرنسية ونشره على نطاق واسع
*برايك كيف يمكن للصحفيين ان يتحولوا الي فاعلين في التغيير المجتمعي اثناء الأزمات دون ان يفقدوا مهنيتهم ؟*
عندما يكون الايمان بأن الوطن فوق تطلعاتهم و لاجدال حوله ، وأن لايكون الهدف هو التكسب المالي من خلال مواقعهم ، او إحتواءهم للمسئولين واحتكار المؤسسات لصالحهم كما يحدث الان ، والابتعاد عن الشلليات والمقطوعيات حينها سيكون لهم دورا اخلاقي ورسالي ، في رأي ايضا علي وزارة الاعلام ان تؤدي دورها الرقابي كاملا سيما في تأسيس المواقع الالكترونية ، ووضع الضوابط حول منح الهوية الصحفية لمستحقيها ، ونستبشر خيرا بالورشة التي اقيمت حول قانون الصحافة .
*مالرسالة التي تريدي إيصالها الي المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية بشأن مايحدث في السودان؟*
رسالتي للمجتمع الدولي أن السودان سيتعافي بفضل الله مادام به ابطال انتصروا لكرامة بلادهم في معركة الكرامة ، وأن تقاعسهم عن نصرتنا لايعني أن السودان سُيهزم ، وتاريخ السودان علي مر العصور والأزمان لايقبل الخنوع والإنكسار ، ويمكنهم مراجعة تاريخه بدأ من أماني ريناس مرورا بما حدث للباشوات غردون واسماعيل ، ونيازي وهكس، اما رسالتي للمنظمات الانسانية فاقول ان إلتزامكم بالقيم الإنسانية يستوجب منكم الاسراع في تقديم المساعدات الإنسانية دون قيود أوشروط ، وأن لايتم تسيس العمل الانساني.
*اخيرا بعد كل مامررتي به ، هل مازال لديك أمل في مستقبل أفضل للسودان ؟ وماهو الدور الذي تطمحين لعبه في بناء مستقبل السوان ؟*
أنا أومن أن بعد الألم تطيب الجراح ، وأن الليل يعقبه صباح ، لهذا أري مستقبلا زاهرا لوطننا السودان ، وكما تعافي الوطن من الحرب ودحر المليشيا والمرتزقة وتكالب الاعداء ، سيتعافي الوطن ، ولهذا اتمني ان نعمل جميعا علي معافاته من المناطقية وبالاخص القبلية والحزبية التي اثبتت مشاركتها في ما آل اليه الحال الآني ، سنتعافي إذا استثمرنا في ارضنا و امسكت السواعد بالمصانع والمزارع ، اما عن دوري أنا فأنا رهن الوطن في كل أنشتطته وبرامجه ولدي مبادرة لبناء قدرات الشباب والمتطوعين قمت بتنفيذها في ولاية القضارف ووجدت حظها من الانتشار والقبول ، واعمل الان علي تسجيلها في بعض الولايات توطئة لتقديم دورا افضل اذا لم تعترضها بيروقراطية المكاتب.