مقالات الرأي
أخر الأخبار

فليكن إرثك ، كرامة الوطن و المواطن …. ٢-٤ حسام الدين محجوب على

فليكن إرثك ، كرامة الوطن و المواطن ….
٢-٤
حسام الدين محجوب على

منذ اندلاع الحرب، فقدت دول الجوار، وحتى الدول الأبعد، مصدرًا أساسيًا لغذائها ودوائها وتعليمها. منهم من فقد اللحوم والخضروات، ومنهم من فقد الحبوب والمحاصيل، وآخرون فقدوا التعليم والرعاية الصحية، والملاذ الآمن. أما الغالبية العظمى، فقد فقدوا مصدر رزقٍ مضمون.

خلال هذه الحرب، أنتبهت المؤسسات الإقليمية والدولية ، أن السودان ليس فقط سلة غذاء إقليمية، بل يمكن أن يكون سلة غذاء عالمية، إذا خلصت النوايا. الكل أدرك أن السودان هو الحياة: هواؤه، ماؤه، زرعه وضرعه.

لكن أعظم مخرجات هذه الحرب أن المواطن السوداني فهم أخيرًا أن السودان هو وطنه الحقيقي، هو حياته وكرامته.

من هنا، أوجه رسالتي إلى دولة رئيس الوزراء ، ليكن شعار عهدك: “كرامة المواطن السوداني”.

هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو مشروع نهضوي شامل، عنوانه بناء سودان جديد، قوي، غني، شامخ، يحكم محيطه بالمصالح ويتحكم فيه بالقيمة.

دكتور كامل، أنت أكثر من يعرف معنى القيمة . الملكية الفكرية التي كرّست لها حياتك، ليست سوى تعبير عن القيمة التي يضيفها الإنسان للمنتج و البشرية والسودان لن تُعرف قيمته الحقيقية إلا من خلال قيمة مواطنه، وإحساس هذا المواطن بقيمة كرامته .

لقد نزعت الأنظمة السابقة – عسكرية ومدنية وأيديولوجية – كرامة المواطن السوداني، ففقد معها قيمته واغترب عن وطنه، وهاجر لاجئًا يبحث عن كرامته في أوطان الآخرين. أما أنظمة الحكم ذاتها، ففقدت كرامتها، وأصبحت تستجدي قيمتها من الخارج، فاحتقرها القريب، وأذلّها البعيد.

الكرامة اليوم تعني الدفاع عن السوداني في منفى اللجوء، لا خوفًا عليه، بل إعدادًا لمعركته الكبرى ، معركة البناء بعد الانتصار في معركة الدفاع.

فكل من لجأ من السودان لم يغادر خوفًا، بل خرج ليؤمّن عائلته، وليعود لاحقًا لبناء بلده. لا أعلم بسوداني خرج بمفرده. كل من غادر باسرة ، ترك خلفه أبًا أو أخًا أو ابنًا في ميدان القتال.

“حرب الكرامة” لم تترك أحدًا دون دور ، فيها المحارب، وفيها الداعم، وفيها من فقَد ولم يبخل. الجميع يتهيّأ لمعركة قادمة لا تقل أهمية ، معركة بناء وطن بكرامة، لا يُؤتى من ظهره مرة أخرى بإذن الله.

مهمتك الأولى والأخيرة، دولة رئيس الوزراء، هي إعادة كرامة المواطن السوداني.
وأنت، بخبرتك الطويلة ومعرفتك العميقة بالعالم، تدرك أن هذا العالم لم يعُد يحترم الضعيف. لقد ولى الزمن الذي كانت فيه المظلومية وسيلة لجذب التضامن ، فعالم اليوم لا يحترم إلا من يملك القوة، ومن يعتز و يحمي كرامته.

لا تصغِ لمن ينصحك بتجاهل الإهانة لأجل “مصلحة كبرى”، فالمصالح الكبرى لا يصنعها إلا الكبار.
لا يمكن بأي حال أن يُبنى وطنُك بيد من يحتقر شعبك، أو من يصنفهم ضمن قوائم “الخطر الأمني” و يحظر دخولهم أراضيه بذريعة حمايتها من “شرهم”.

من يُصدّر إليك العقوبات لا يمكن أن يكون شريكًا في إعادة بناء وطنك او وسيطاً فى إيقاف حربها .
من يحتضن من شاركوا في تدمير بلادك، لا يمكن الوثوق به.
من يمول ميليشيا إرهابية تقتل أبناءك، لا يمكن التعامل معه.
من يُذل مواطنيك اللاجئين عنده، عبر لوائح وضعها خصيصًا ضدهم، لا يستحق شراكة ولا احترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى