
فليكن إرثك ، كرامة الوطن و المواطن
٣-٤
حسام الدين محجوب على
دولة رئيس الوزراء فليكن قانونك هو: كرامة المواطن السوداني.
أتمنى ان تصدر قرارات صارمة، حتى وإن بدت صادمة.
أوقف دخول حملة الجوازات الأمريكية ، ولو كانوا سودانيين، حين تمس سياسات تلك الدولة كرامة الوطن و المواطن . اجعلهم يحترمونك، لا لأنك “تطلب”، بل لأنك تقرر.
لا تسمح لأحد أن يسمع صوتك عبر وسيط. مهما بدا هذا الوسيط “محبًا” أو “قريبًا”، له مصالحه الخاصة، وقد تتقاطع مع مصالح السودان لكنها لن تتطابق معها أبدًا.
قرارك هو ، ان من جعل من بلاده ملاذًا آمنًا لمن خانوا السودان، لا يكفي أن يُنذرهم بالخروج. بل يجب أن يُسلّمهم، لأنهم أجرموا في حق شعبك.
حين تصالح “التقراي” مع إريتريا عبر السودان، فُرضت على إثيوبيا رؤية الخريطة الجيوسياسية الحقيقية. تلك الخريطة لم يرَها الإثيوبيون حين دعموا ميليشيا الدعم السريع الارهابية ولا حتى بعد زيارة رئيس وزرائهم لبورتسودان ، لكنهم رأوها اليوم، حين أصبح الخطر واضحًا.
قانونك هو رسالتك.
فليكن تسليم المجرمين ممن يحتمون بإثيوبيا أو غيرها، رسالة واضحة لهم و لغيرهم مستقبلاً : لا حماية لمن خان الوطن.
احترام المواطن السوداني، حتى في غربته المؤقتة، ليس ترفًا، بل مطلب كرامة لا أكثر.
المطالبة بكرامة المواطن السوداني في الخارج ليست منّة، ولا ترفًا دبلوماسيًا، بل واجب سياديّ.
عليك دولة رئيس الوزراء أن تطالب السلطات المصرية ، دول الخليج ، السعودية ، أوروبا و الدول الأخرى ب؛
• تحسين ظروف إقامة السودانيين المقيمين هناك.
• وقف الإجراءات المهينة التي يتعرض لها المواطنون السودانيون عند الدخول والخروج و رفض تأشيرات الدخول .
• لتمكينهم من لمّ شمل أسرهم المؤقت دون تعقيدات أو عراقيل مفتعلة.
• وقف فرض الإتاوات الباهظة على الخدمات الأساسية من تعليم وعلاج وإقامة.
هذه ليست مطالب سياسية، بل مطالب كرامة إنسانية.
على السودان، بقيادتك، أن يطالب بوضوح، ودون مواربة:
• باحترام الإنسان السوداني في أماكن العمل واللجوء.
• بكفّ الممارسات المهينة التي تُرتكب بحقه تحت شعارات بيروقراطية أو قوانين طوارئ.
• بأن يكون للسوداني كيانٌ دبلوماسي يحميه، لا مجرد سفارات تقدم أوراقًا بلا موقف.
المواطن السوداني فى الشتات ، لم يخرج لطلب رفاه، بل دفعته حرب فرضت عليه اللجوء. لهذا، أطلب منك إنشاء آلية وطنية مستقلة لرعاية اللاجئين بالخارج، يمكن أن تتجسد في: “المفوضية العليا لشؤون اللاجئين السودانيين”
مهمتها:
• حماية كرامة السوداني في بلاد المهجر.
• التنسيق مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية.
• استقطاب الدعم الموجه للسودان من تلك الجهات.
• العمل من داخل السفارات السودانية عبر منسوبين مختصين، مؤهلين، لا مجرد موظفين.
تكلفة هذه الآلية بسيطة، مقارنة بحجم الكرامة التي تحفظها، والأمن الوطني الذي تؤمّنه.
الأهم من ذلك ، أنها تمنع تواصل اللاجئ السوداني مع المنظمات الدولية بشكل مباشر دون رقابة ، فتحفظه من الابتزاز، وتحمي وطنه من الاختراق، وتحصّن انتماءه من المساومة.
المواطن السوداني حين يشعر أن بلده يحميه… فإنه يعمل، ينتج، ويبني بإخلاص.
لقد جُرّد من كرامته لعقود، حتى صارت الأنظمة العسكرية تراه هدفًا لبطشها، والأنظمة المدنية مجرد خادم لسادتها، والأنظمة الأيديولوجية حقلًا لتجاربها .