الأخبار
أخر الأخبار

عبد الجليل عوض البدوي العاقب… قصة رجل صنع مجده بخدمة الناس بقلم يوسف سليمان العقلي

عبد الجليل عوض البدوي العاقب… قصة رجل صنع مجده بخدمة الناس

في حي السروجاب بمنطقه كاب الجداد، وُلد طفل اسمه عبد الجليل عوض البدوي العاقب. نشأ بين الحقول والبيوت الطينية، وسط بيئة تعرف معنى الترابط والتكافل. منذ صغره، كان مختلفًا… لا يرضى أن يرى مظلومًا إلا ووقف معه، ولا يرى حاجة إلا وبحث عن طريقة لقضائها. كان قلبه أكبر من سنه، وابتسامته تسبق خطاه، فالتف حوله الناس وهو لم يزل يافعًا.

كبر عبد الجليل، وكبرت معه أحلامه. لم يكن هدفه أن يعيش لنفسه فقط، بل أن يكون عونًا لأهله، ولسانهم أمام من يملكون القرار. ومع مرور الأيام، وجد فيه أهل منطقته الرجل المناسب لحمل رسالتهم، فانتخبوه نائبًا برلمانيًا.

هناك، تحت قبة البرلمان، لم يكن مجرد رقم في قائمة الحضور. كان الصوت الجريء، والكلمة الصادقة، والوجه الذي يعرفه المسؤولون جيدًا لأنه لا يكلّ من المطالبة بحقوق منطقته. جلس على ذلك المقعد وهو يحمل في قلبه أصوات المزارعين، واحتياجات الشباب، وهموم النساء والأطفال، فكان يسعى بين الوزارات، ويتواصل مع الجهات المعنية، ويضع على الطاولة قضايا منطقته بلا خوف أو مجاملة.

لكن عبد الجليل لم يكتفِ بأن يكون برلمانيًا فقط. فقد آمن أن الإعلام هو القوة التي تصنع الوعي وتدفع للتغيير. هكذا أصبح إعلاميًا فذًا، يتحدث بعفوية وجرأة، ويكتب بصدق وحسّ إنساني، ويمتلك قدرة على إيصال المعلومة بحرفية تجعل المستمع أو القارئ يشعر أنه يراه أمامه. لم يكن الإعلام بالنسبة له مجرد مهنة، بل كان رسالة، يسخّرها لخدمة قضايا مجتمعه، وإبراز إنجازات أهله، وتسليط الضوء على مشكلاتهم.

عرفه الجميع في الميدان، قريبًا من الناس، يحضر أفراحهم ويشاركهم أتراحهم. كان يتنقل بين القرى والفرقان، أحيانًا بسيارته المتواضعة وأحيانًا سيرًا على الأقدام، يزور المرضى، ويحل الخلافات، ويقف بجانب كل من طرق بابه طالبًا مساعدة أو كلمة دعم.

الناس شهدوا له، ومنهم الطيب الجقاري الذي قال:
“عبد الجليل رجل عصامي فذ، إذا قال فعل، وإذا وعد أوفى. خدم منطقته وأهله في حله وترحاله، وبذل من جهده ما لم يبذله غيره، حتى أصبح قدوة ومصدر فخر لكل من عرفه.”

ويضيف أحمد الطيب:
“هو أخ وصديق قبل أي شيء، رجل خدوم، قلبه واسع، ويده ممدودة بالخير. عرفناه ثابت المبدأ، واضح الكلمة، قوي الإرادة، وصاحب أيادٍ بيضاء على المنطقة وأهلها.”

وهكذا، ظل عبد الجليل رمزًا للرجل الذي لا تغريه المناصب ولا تغيّره الشهرة. كان دائمًا كما عرفه الناس منذ طفولته: صادقًا، معطاءً، وفيًا، يحمل هموم الناس على كتفيه، ويجعل من حياته جسرًا يعبر عليه الآخرون نحو الأمل.

إن قصته ليست مجرد سيرة شخصية، بل هي درس في أن العظمة الحقيقية ليست في ما تملكه، بل في ما تمنحه للآخرين، وأن الأثر الذي تتركه في قلوب الناس هو أصدق شهادة على قيمة حياتك.

بقلم سليمان العقلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى