همس البوادي* *الإدمان.. معركة صامتة تهدد الشباب والمجتمع* *✍️سعادسلامة*

*همس البوادي*
*الإدمان.. معركة صامتة تهدد الشباب والمجتمع*
*✍️سعادسلامة*
لم يعد الادمان مجرد قضية صحية فحسب بل أصبح أزمة اجتماعية واقتصادية وأمنية تهدد حاضر ومستقبل المجتمعات فبينما ينظر إليه أحيانا على أنه انحراف فردي تكشف الحقائق أنه نتيجة تراكمات اجتماعية ونفسية واقتصادية معقدة في
عالم تسارعت فيه التحولات وتتشابكت فيه الأزمات تبقى المخدرات واحدة من أخطر التحديات العابرة للمجتمعات والأجيال تتسلل بصمت لتغتال أحلام الشباب وتنهك قوى المجتمعات من الداخل ولهذا فإن التصدي لها لا يجب أن يكون مجرد حملة موسمية بل استراتيجية وطنية شاملة
الإدمان يبدأ غالبا بتجربة عابرة أو بدافع الفضول بين الشباب سرعان ما تتحول إلى اعتماد نفسي وجسدي يجعل المدمن أسيرا للمادة المخدرة ومع مرور الوقت يفقد السيطرة على حياته وتنهار صحته وعلاقاته الاجتماعية ويتراجع عطاؤه الإنتاجي بل قد ينزلق إلى مسالك الجريمة لتأمين جرعته.
من ناحية طبية أن الإدمان يترك آثارا وخيمة على صحة الإنسان بدءا من تلف الكبد والكلى واضطرابات الدماغ وصولا إلى الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق وفقدان الثقة بالنفس أما على المستوى المجتمعي فإنه يهدد الأسر بالتفكك ويستنزف موارد الدولة في الرعاية الصحية ومكافحة الجريمة.
ومع ذلك فان الإدمان ليس نهاية الطريق فالتجارب تثبت أن العلاج والتأهيل يحدث إذا توفرت الإرادة الفردية والدعم الأسري والمجتمعي إذ تعتمد المراكز المتخصصة على برامج علاجية متكاملة تشمل العلاج النفسي والدوائي إضافة إلى الدعم الاجتماعي وإعادة دمج المتعافي في الحياة الطبيعية
المعركة ضد الإدمان تحتاج إلى تكاتف الجهودفالدولة مطالبة بتشديد الرقابة على المنافذ وملاحقة شبكات الترويج الأسرة مسؤولة عن مراقبة الأبناء وتوفير بيئة حاضنة
وامنةالمؤسسات التعليمية والإعلام يقع على عاتقها نشر التوعية بخطر الإدمان وطرق الوقاية.
*فاصلة*
إن الإدمان لا يفرق بين غني وفقير ولا بين متعلم وأمي ما يجعله عدوا مشتركا يستهدف الجميع والانتصار عليه يبدأ بالوقاية أولا ثم بمد يد العون للمدمنين باعتبارهم ضحايا يحتاجون للعلاج لا مجرد مجرمين يستحقون العقاب
فلنكن جميعًا على قلب رجل واحد من أجل وطن خالٍ من المخدرات وبيئة حاضنة للتعافي.
الشباب ليست مرحلة للضياع بل لبناء الإنسان. وإذا ما استمر تجاهل هذه الكارثة الصامتة ألادمان فإننا لا نخسر شبابا فقط بل نفقد جيلًا كاملًا يُفترض أن يكون أمل البلاد.
اللهم آمنا في أوطاننا