الفاشر، كادقلي:الطريق إلى القهر و العبودية* *إتجاهات* *بابكر بشير*

*الفاشر، كادقلي:الطريق إلى القهر و العبودية*
*إتجاهات*
*بابكر بشير*
في الوقت الذي إرتفعت فيه نداءات الإستغاثة، و صرخات الأطفال الجوعى و تزايد أعداد الموتى و خروج السكان و هروبهم الى المجهول في هجرات قسرية بسبب نقص الغذاء و الدواء و إنعدام السيولة، في جبال النوبة و دارفور بسبب الحصار المضروب علي المنطقتين منذ اكثر من عامين، في واحدة من اعنف الحروب دنائةً و قذارة، على مر تأريخ السودان الحديث. حربٌ بلا شرف و بلا اخلاق، حيث جُعل من المدنيين اهدافاً عسكرية، من خلال قصفهم بالهاونات و المدافع الثقيلة، و عزلهم بالحصار في مناطق جغرافية مغلقة، و ممارسة عملية التجويع المتعمد من خلال قفل الطرق و منع مرور الأغذية و المساعدات الإنسانية، بقصد لي الذراع و التركيع “جوع كلبك يتبعك” في تحد ٍ سافر للقانون الإنساني الدولي و أعرافه. لا آذان تصغي و لا عقل يعي و لا ضمير يؤنب لما يجري في هذه المناطق من تجاوزات إنسانية.
تأبى شرذمة التيه و الضلال السياسي إلا ان تمارس مزيداً من الضغط علي سكان هؤلاء المناطق، بإجراءات لا تقود إلا تفكيك و بعثرة الدولة السودانية و تجزئتها الي أجزاء معزولة من بعضها البعض علي غرار و نسق “نيالا.. كاودة” او ما يسمي بدولة التأسيس التي لا تؤطر إلا الفوضى و مزيداً من الخنق و إنسداد الأفق في فضاء السياسة السودانية.
إن ما يجري في مناطق الفاشر و كادقلي و الدلنج لأمر مؤسف في حق الإنسانية. لكن غير مستغرب في ظل وضوح خيوط المؤامرة علي بلادنا منذ مدة. مؤامرة غير منفصلة عن السياسة الكلية على منطقة الشرق الأوسط. حيث تبرز مخالب النمور في إتجاهات ذات أجندة موحدة، مفادها تفكيك البلاد و العباد و سلب ارادة الدول.
“كادقلي.. الفاشر” رغم المؤشرات التى باتت تنذر بكوارث حقيقية علي سكان المنطقة، إنزلاق للأوضاع الحياتية حيث وصلت الأحوال الي قاع ضنك و شظف العيش مع صعوبة إستمراره، حيث وصل بهم الحال مشاركة الأنعام الأعلافها و التغذية على أوراق الأشجار فقط من اجل ان يبقون على قيد الحياة، و دون ذلك لا يعلم أحوالهم إلا رب العباد، اطفال ٌ و عجزة يمتون في صمت رهيب، بسبب انعدام الغذاء و الدواء. يحدث كل هذا في ظل صمت دولي مريب و غياب كامل لمنظمات الأمم المتحدة و الحقوقية و الإنسانية الدولية و الإقليمية، تبعها في ذلك غياب الآلة الإعلامية الدولية من قنوات و وكالات إخبارية وغيرها.. غضوا جمعيهم الطرف لما يحدث في المنطقة.
لماذا هذا الصمت المريب و المخيب؟
اين الإنسانية التي ظلت تصدع المؤسسات العالمية السياسية والاقتصادية آذان عالمنا الثالث.. ؟ تجاوزات “علي عينك يا تاجر” لما يسمي بالقانون الدولي الإنساني من ضرب عشوائي للمدن و إستهداف مع سبق الترصد للمدنيين من خلال القصف بالصواريخ و القذائف علي وضح النهار بصورة باتت مألوفة و متكررة في هذه المناطق. أي تجاوز اكثر من ذلك يا من ينادون بالحقوقية و يتشدقون بقوانينها المهترئة. هؤلاء ليسوا سوى آليات و طرق للعبودية السياسية و قهر الدول الهشة.
اذاً اللعبة اصبحت واضحة و مكشوفة هي.. التكالب على الدولة “حكومة ً و شعباً” لهوانها و تسهيل قيادتها، لكن هيهات.. مع وعي شعبها “جيش ٌ واحد.. شعب ٌ واحد”