صوت الحق
الصديق النعيم موسى
المليشيات وحرب الوكالة !
كثرت زيارات المتمرد حميدتي لدويلة الشر إبان توليه منصب نائب رئيس مجلس السيادة ولكنها أصبحت كثيرة قُبيل الحرب بعام ونصف ، فأصبح يحج عند ولي نعمته إبن زايد ومن المُضحك تلكم اللجنة الرباعية لحل مشكلة السودان السياسية ووجود دولة الشر فيها ويتحدّث سفيرها عن الديمقراطية ؛ الإمارات التي لا تخاف الله في شعبها تُحاول جاهدةً لفرض ديمقراطية لم تشهدها في أرضها فأصبح حديث مبعوثها وتحركاته واضحة لخط المليشيات التي حينها تتلقى التعليمات منه والخُطط اللازمة للإستيلاء على السُلطة بالقوة .
الإمارات التي تُحرّم الحديث في السياسة والحكام تُريد أن تُقدِّم لنا ديموقراطية عبر سلاحها وعتادتها الحربي ووجدت ضالتها في المجرم حميدتي الذي إستعد جيداً لهذا اليوم بالمال والسلاح والمرتزقة والأجانب من كل حدبٍ وصوب لكنه تناسى أو خُدع بصلابة الجيش وقوته فأصبح هائماً بين الأشجار والدول لفرض الديقراطية الإماراتية .
من عجائب وغرائب الدنيا أن تتحدث إمارات الشر عن النظام السياسي والديمقراطية ؛ فهمُ الذين يضيّقون على شعبهم الذي لا يستطيع أن يحلم ولو في نومه عن قيادة الدولة أو الحصول على وزارة سيادية ، فنحن في بلادنا وبرغم كل ما حصل لنا ما زلنا بخير في النظام السياسي والترشُّح للإنتخابات حتى وإن كُنا نعلم بالنتيجة مُسبقاً ؛ فعندما كانت هنالك إمرأة سودانية في البرلمان لم تكن تلكم الدويلة موجودة على التأريخ .
حرب الوكالة التي يخوضها قائد التمرد هي حربٌ مدفوعة القيمة والتكاليف من إمارات الشر ، فعندما كتبنا مقالنا الشهير عن موانئ البحر الأحمر وأراضي الفشقة تناولنا خطورة دور الإمارات في السودان وقد رأينا بعد الحرب دعم السلاح والسيارات المصفّحة والدعم اللوجستي كل ذلك محفوظ في سِفر التأريخ وتم تدوينه في قلوب السودانيين قبل الحكومة ؛ وما زالت الإمارات تواصل الدعم فهي تُريد سوداناً مثل ( العراق ، ليبيا ، اليمن ، سوريا ) وتُسارع الخُطى لتنفيذ المخطط الخطير وظنت أنَّ الجيش السوداني سينهار وفي سبيل ذلك دفعت أموالاً طائلة وكانت النتيجة واحدةً دونه ( المُهج والأرواح ) فظلّ الجيش سنداً وعضداً يُحارب تسعة دول وإمداد مفتوح للمليشيات وما لبث غير بعيد حتى أصبح هو المُبادر بالهجوم .
حرب الوكالة التي يقودها حميدتي تهدف لنسف الجيش والسودان وتغيير ديمغرافيته وتسليم الموانئ لأولياء نعمته في أبوظبي وتقديم الفشقة والمعادن هدية نظير تسلّمه للسُلطة فإستدعى الألآف من مرتزقة تشاد والنيجر وجنوب السودان وإثيوبيا ومالي كل الأعداد أعلاه واجهت الموت الأليم على يد الجنود السودانيين فُكتبت نهايات الألآف فقط على يد أشاوس المدرعات .
أعلم أن دولة الشر لن تستسلم ولن تنكسر وستواصل دعم التمرد بالسيارات والأسلحة والمعينات ولكننا نقول لهم كما يقول المثل السوداني ( المحرّش ما بقاتل ) مهما كان إمدادكم من السلاح والمرتزقة سينتصر الجيش وإن رغمت أنوفكم وحينها لكل حادث حديث .