مبادرة (عشانكم ) لترحيل طلاب الشهادة السودانية.. جهاز الأمن فى الموعد . ليس ببعيد : أحمد كنونة

مبادرة (عشانكم ) لترحيل طلاب الشهادة السودانية.. جهاز الأمن فى الموعد .
ليس ببعيد : أحمد كنونة
لا شك أن قيام إمتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2023 فى الفترة من الثامن والعشرين من ديسمبر 2024 وحتى التاسع من يناير 2025 وإعلان قيامها فى هذا التوقيت كان تحدي ولذلك رفع درجات الإهتمام بها على كافة الأصعدة من أجل نجاحها وتجاوز تحديات الحرب الدائرة بالبلاد ، نعم إجتياز إمتحان قيامها مثل تحدي للدولة والحكومة على المستويين الإتحادي والولائي للخروج بها إلى بر الأمان فلذلك جرت العديد من الترتيبات على المستوى الرسمي والشعبي وبذلت عدداً من الجهود والمبادرات لإنجاح هذا الجانب . ولقد لفت إنتباهي مبادرة جهاز الأمن والمخابرات العامة الخاصة بترحيل طلاب الشهادة السودانية تحت شعار 🙁 عشانكم ) هذه المبادرة تنزلت من رئاسة الجهاز بالمركز لإداراته بالولايات وتلقفتها إدارة جهاز الأمن والمخابرات العامة بجنوب كردفان ووضعتها محمل الجد وسخرت لها سياراتها هذه الأيام ليس لترحيل أفرادها وإنما لترحيل طلاب الشهادة السودانية المؤجلة هذه المبادرة تنزلت برداً وسلاماً لطلابنا وجاءت فى الموعد تماماً خاصة وأن الولاية يسري فيها قانون الطوارئ وحظر التجوال ومع تغيير موعد إنعقاد جلسات الإمتحانات إلى الثانية والنصف بعد الظهر أصبحت تنتهي فى وقت قريب من دخول الحظر اليومي وهذه المبادرة جعلت الطلاب يصلون لسكنهم وداخلياتهم قبل دخول الحظر وسهلت من مهمتهم تماماً فى هذا الجانب مما جعل الشعار المرفوع ( عشانكم ) أمراً واقعاً . وهذا الشيء ليس ببعيد عن جهاز الأمن والمخابرات العامة وهذا ما ورد علي لسان مدير الجهاز بالولاية العميد أمن محمد سالم محمد بأن مبادرة عشانكم جاءت بتوجيه من المدير العام للجهاز بالمركز الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل لترحيل طلاب الشهادة السودانية وتسهيل مهمتهم للوصول لمراكز الإمتحانات والسكن لأداء الإمتحانات بكل يسر . وأكد إستتباب الأمن وإنسياب الإمتحانات بمحافظات الولاية بصورة طبيعية وسط أجواء هادئة ورضا من الطلاب والطالبات الممتحنين . وأعلن عن إهتمام سلطات الولاية بدفعة العام 2024 والترتيب الجيد لإنجاح إمتحاناتها المتوقع إنعقادها فى مارس القادم . وبالعودة لمبادرة جهاز الأمن والمخابرات العامة لترحيل طلاب الشهادة السودانية ( عشانكم ) والتى ترجل عبرها ضباط وضباط صف وجنود الجهاز عن سياراتهم إنفاذاً لها وجدت صدى واسع من المواطنين وترحاب من الطلاب وهي ترسيخ لمعاني الوطنية وتعزيز للكثير من المثل والقيم والمبادئ التى جبل عليها الشعب السوداني وبما أن منسوبي الجهاز قد خرجوا من صلب هذا الشعب الأصيل ورضعوا منها فليس ببعيد عليهم خدمة الوطن والمواطن وإبراز الوجه المشرق للجهاز فى أنه قريب من المجتمع يشاركه الهم العام وآلامه الخاصة نظراً لأن هذه الإمتحانات جاءت فى ظرف إستثنائي تمر به البلاد وأمر قيامها يعتبر أمر سيادي وضرورة تتطلب تضافر الجهود لنجاحها وتسهيل أدائها وهذه المبادرة جزءاً لا يتجزأ من عوامل النجاح الكلية والتى بالتأكيد تهم الجهاز من الدرجة الأولى وبهذه الخطوة فقد إجتاز الجهاز الإمتحان بنجاح حتى الآن من خلال الرضا والقبول لهذه المبادرة ومثل هذه الأعمال هي التي تحبب الشعب فى أجهزته الأمنية وتزيد من الثقة وتجعله كل يوم أكثر قرباً من أجهزته الأمنية . وبما أن إمتحانات الشهادة السودانية جاءت فى خضم معركة الكرامة وأبنائنا وبناتنا يحملون أقلامهم دفاعاً عن فصول العلم التى خربتها أيدي المليشيا مما يجعل الجميع أكثر همة وإستعداد لمعركة البناء القادمة عقب بشريات النصر التى بدأت تلوح فى الأفق لإستكمال بناء الوطن والدولة على أسس جديدة بشعار جيش واحد شعب واحد وشعب واحد خلف القائد .
فالتحية لجهاز الأمن والمخابرات العامة على مستوى الولاية والمركز ولهم جميعاً نرفع القبعات إجلالاً وإحتراماً على هذه المبادرة وفى حضرتهم نضرب تعظيم سلام وأن مثل هذه المبادرات هي التي تبني الصورة الذهنية الحقيقية عن الجهاز فى نفوس الشعب وتبرز الوجه المشرق له وسط المجتمعات والمكونات والكل يحس بالأمن والأمان وعلى هذا الأساس فإن كل مواطن يتعامل بوطنيته الخالصة لا يهابهم أو يخافهم ولكن الخونة والمرتزقة والذين سعوا لحلهم وتقليص أدوارهم هم الذين يهابونهم ويخافونهم لأنهم يتعاملون بخيانتهم العظمى فلذلك يرتعدون دوماً من سماع هذا الإسم المرعب ( أمن يا جن ) وظهر هذا جلياً فى ظل الحرب التى أشعلها التمرد والمليشيا وسقطت فيها كل الأقنعة وتكشفت الحقائق وتمايزت الصفوف وعرف الوطني من الخائن. هذه الحرب طوال الفترة الماضية جعلت المواطنين يعرفون حقيقة هذه الأجهزة ولماذا سعى البعض لتشويه سمعتها والنيل منها وبث الشائعات حولها لإكراه الناس فيها ولكنهم الآن أكثر إنحيازاً للقوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات العامة والمستنفرين وأكثر إلتصاقاً بأجهزتهم الأمنية من أي وقت مضى والتى فى مقدمتها جهاز الأمن والمخابرات العامة . فالشعب السودانى الآن أكثر وعياً بعد أن رأي بأم عينيه مافعلته المليشيا من خراب ودمار لبيوته ومؤسساته وإحتلال لها وتشريدهم له خارج الوطن فلذلك إصطف خلف أجهزته الأمنية وظل يردد مع جهاز الأمن ما يغيظ الأعداء والعملاء والخونة والمرتزقة ( أمن يا جن ) عليه ندعو القائمين على إدارة الجهاز على المستويين الإتحادي والولائي إلى قيادة مزيد من المبادرات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية والرياضية والإعلامية التى تجعلهم أكثر قرباً من المواطن وحباً من الشعب خاصة فى هذه المرحلة المفصلية التى يمر بها الوطن لحسم التمرد وتحقيق النصر فى معركة الكرامة والعمل بعدها لإستنهاض الطاقات وشحذ الهمم لمعركة البناء التى تحتاج إلى كل واحد منا ليلعب دوره كاملاً حسب مجاله بناءاً لهذا الوطن تمشياً مع قول الشاعر السودانى الأصيل إدريس محمد جماع ليس الخراب بطولة
إن البطولة فى البناء .
وختاماً نتمنى أن يرد الطلاب الممتحنين التحية لجهاز الأمن والمخابرات العامة بأحسن منها من خلال النجاح الباهر وغير المسبوق ليكون ذلك هدية لهم ولأسرهم التى تعاني وتبذل الغالي والنفيس من أجلهم ويكون كذلك هذا النجاح الكبير هو بداية للإنتصار وهزيمة الأعداء والعملاء الذين سعوا لعرقلتها وعدم قيامها وماالتوفيق إلا من عند الله تعالى .