مقالات الرأي
أخر الأخبار

احمد مضوي يكتب…. أحمد هارون التوم… قائد ظهر في الزمن الصعب فصنع زمنه

أحمد هارون التوم… قائد ظهر في الزمن الصعب فصنع زمنه
————————————
في أصعب المنعطفات التي مرّت بها البلاد، برز جيولوجي مستشار/ أحمد هارون التوم ليقود الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية بروح صلبة ووعي إداري راسخ. جاء في زمنٍ كانت التحديات فيه تتربص من كل اتجاه، لكنه اختار طريق العمل لا التراجع، فحوّل المحن إلى فرص، والعثرات إلى خطواتٍ نحو بناء مؤسسة أكثر قوة وثباتاً.

شكّل لجنة الطوارئ فكانت نقطة التحول؛ إذ صنعت – بفضل توجيهاته – معجزات حقيقية في مواجهة آثار الدمار، وحفظ ما تبقى من ممتلكات الهيئة، واستعادة قدر مقدر من المعلومات والمنهوبات، وحصر الأضرار بدقة واحترافية. لم يكتفِ بتثبيت الموجود من مكتسبات الهيئة، بل زاد عليها وأضاف، واضعاً لبنات المستقبل بإدخال مشاريع جديدة واستجلاب ماكينات ومتحركات أعادت للهيئة حضورها وهيبتها في العاصمة الإدارية بورتسودان، حتى صار مبناها هناك يُلقّب بـ “البيت الأبيض”.

وامتد عطاؤه إلى الولايات كافة؛ حيث نُفِّذت مشاريع نوعية مثل مصنع الطوب بالقضارف، ومشروعات الرخام بالشمالية، ومصنع الملح ببورتسودان، إضافة إلى تعزيز البنى التحتية بالمقترحات الجارية لإنشاء المعامل المتخصصة وإكمال منظومات العمل الفني.

كما شهدت الهيئة تطوراً في مشروعات رصد الزلازل وتحديث مركز المعلومات الجيولوجية، بما يعزز دورها الوطني كجهة مؤتمنة على بيانات الأرض ومواردها. ورغم ضيق الحال وشح الإمكانيات، لم يتوقف التدريب الداخلي ولا الخارجي؛ فقد طاف المدير العام بالولايات، ونقل الخبرة، وبنى القدرات، وأعاد الحياة لمسار التأهيل المهني.

نحن لا نتحدث عن جرد حساب، بل عن إنسان أثبت حضوره بالفعل قبل القول، وعن مدير حمل أمانته في أشد الظروف، وأدار مكتباً يعمل بكفاءة رغم أنه المكتب الوحيد بلا سكرتير ولا مدير مكتب، لكنه ظل ينتظم بالإنجاز دون ضوضاء.

سيذكر التاريخ أنك يا أحمد هارون قهرت اليأس وصنعت المستحيل.
ابنٌ من رحم الجيولوجيا، طاف وجال في ربوع السودان، واكتسب خبرات فنية وإدارية قلّ أن تُجمع في شخص واحد، حتى اعتلى قيادة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية بجدارة.
متعلم، مثقف، حافظ لكتاب الله… وحاملٌ لهمّ الوطن في أدق لحظاته.

ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من عمر السودان، نرفع التحية والتقدير لكل جهد مخلص، فـ من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
دمتم ودام الوطن بخير.
بقلم: دكتور احمد مضوي عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى