وزير الصحة الاتحادي بمناسبة يوم الملاريا العالمي
وزير الصحة الاتحادي بمناسبة يوم الملاريا العالمي
بورتسودان أبو وضاحة نيوز
وجه وزير الصحة الإتحادي كلمة بمناسبة اليوم العالمي للملاريا حيث قال ونحن نحتفل اليوم مع الدول الشقيقة في أنحاء العالم باليوم العالمي للملاريا، الداء الذي يعرفه جميع أهل السودان بادِيهم وحاضرهم فقد أرّق مضاجعهم وأضنى أجسادهم.
والسودان أولى من غيره بإحياء هذه الذكرى، فهو يتحمل العبء الأعلى للملاريا بين جميع دول منطقة شرق المتوسط. وقد فاقمت الحرب المستعرة والمشتعلة بسبب تمرد مليشيات الدعم السريع منذ عام من خطورة الوضع، فتارة نشهد ارتفاعاً غير معهود في حالات الملاريا في بعض المناطق بسبب تزايد عدد السكان الوافدين، وتارة تنعدم سبل الاستيثاق من حالات الملاريا في المناطق التي تشتد فيها الحرب. كما ألقت الحرب بظلالها على وفرة الكادر والدواء، فاستعسر إيصال الخدمات الوقائية والعلاجية للمواطنين. ورغم هذه التحديات، فقد نجحت الوزارة وشركاؤها خلال عام الحرب في إحراز نجاحات عدة في مختلف محاور مكافحة الملاريا، فتم إصدار بروتوكول السودان المحدّث لتشخيص وعلاج الملاريا في يونيو ٢٠٢٣، و تدريب آلاف الكوادر لتقديم الرعاية الصحية وفق إرشادات البروتوكول. كما تمكنت الوزارة من تأمين حوجة الولايات من أدوية الخط الأول لعلاج الملاريا البسيطة والوخيمة، وتوفير مستلزمات الفحص التشخيصي السريع للملاريا. وقد انتظمت في الأشهر الماضية حملات مكافحة الناقل والإصحاح البيئي في عدد من الولايات. وتضع الوزارة نصب أعينها في الفترة القادمة انطلاق إدخال أولى حملات التطعيم ضدلقاح الملاريا للأطفال في السودان ابتداءاً بالمناطق الأكثر عبئاً بدعم وشراكة مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وتنفيذ أنشطة الوقاية والعلاج المقررة بالتعاون مع صندوق الدعم العالمي وغيره من الشركاء.
نستغل هذه السانحة لنجدد التزامنا للشعب السوداني باستكمال جهودنا في مجابهة الملاريا في كافة ولايات السودان بلا استثناء، ونؤكد أن الكوادر العاملة بوزارة الصحة وغيرها تعمل بلا توقف لضمان استمرارية خدمات الوقاية والعلاج للملاريا رغم الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
رسالتي الأخيرة بمناسبة هذا اليوم هي تأكيدٌ وتذكيرٌ بالدور الأبرز والحق الأصيل لمواطني السودان في العمل معنا يداً بيد لتخليص بلادنا من هذا المرض؛ فجميع الوسائل المعتمدة لمكافحة الملاريا والتي أثبتت التجارب العلمية والعملية فعاليتها مراراً وتكراراً، كاستخدام الناموسيات المشبعة وزيارة الطبيب فور الشعور بالحمى- لا سبيل لنجاحها دون قيام المواطن الواعي بدوره كاملاً تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه.
نسأل الله أن تعود علينا هذه الذكرى ووطننا الحبيب معافى وخالٍ من الملاريا، والسلام.