مقالات الرأي

إتجاهات.. كتب بابكر بشير* *نيل المناقل.. نهر من العطاء.. و عنوان للمجد*

*إتجاهات.. كتب بابكر بشير*

*نيل المناقل.. نهر من العطاء.. و عنوان للمجد*

▪️لم تعد الرياضة منافسة و لعبة ترفيهية تمارس في المستطيل الاخضر فحسب، بل تجاوزت ذلك بكثير في ظل ما يشهده العالم من توترات و نزاعات، حيث برزت الرياضة كقوة ناعمة باتت ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية من خلال التواصل الثقافي و الاجتماعي بين الشعوب. و هي بالتالي فرصة لتعزيز التفاهم و الإحترام المتبادل و نشر القيم الفاضلة و الإنسانية.

▪️و في ظل الفضاء السوداني الملئ بالتحديات و الإنكسارات و الإحباطات، هنالك اندية تصنع الروح و الفرح و الكبرياء و تعيد الإبتسامة على محيا البؤساء. فريق النيل هو أحد تلك الأندية التي لا تعترف بالإنكسار و الإنزواء رغم التحديات الجسام التي تحيط به و ببلادنا كإحاطة السوار بالمعصم، إنهمر تدفقاً وسيلاً جارفاً بكل شموخِ و كبرياء في الدوري التأهيل المؤهل للممتاز مجموعة النيلين و الجزيرة المقام بمدينة المناقل، عابراً المستنقعات و الصحاري و التضاريس الوعرة ليمنح جماهير المدينة الأفراح و الحياة. صنع لنفسه بكل عزيمة و إقتدار و إصرار لا تلين المجد و الأمل بصعوده للأدوار التالية قبل جولتين مغرداً وحيداً في الصدارة.

▪️النيل ليس مجرد نادٍ، بل تاأريخ خالد في قلوب الآلاف من المحبين في هذه المدينة “المناقل” فمنذ تأسيسه في العام ١٩٧٧م إرتبطت به دلالات التنوع الثقافي و القيم المجتمعية المشتركة حيث تتجسد فيه الهوية الوطنية ذات المغازي التي تعكس أدواراً مهماً في تعزيز الوحدة و التماسك الإجتماعي بين الشعوب و أفراد المجتمع و الروح و القيم الوجدانية و التكامل و الإنتماء. فهو يعتبر إمتداد طبيعي للأندية التي مثلت المدينة من قبل كالهلال و الاهلي في هذه البطولة و الدوريات المختلفة، فعلي الجماهير الرياضية في المنطقة بكامل حارتها وأحيائها القديمة و الحديثة “قريقانة، البوسنة، كشكوش، الدسيس، الحضور، الشعبية، الجناين، المزاد، جبرونا، ١٣١، الكسر، الكلاكلة، كدوك، الجكو، كوقيلا، الطقيع، الشكينيبة، رفاعة، عتقي،ود المسلمي، ود الشقل، دار نايل. شحذ الهمم و تضافر الجهود خلف هذا الفريق حتي بلوغ المرامي و الأهداف بالصعود إلى الممتاز.

▪️كما على الأقطاب الإدارية و قدامى اللاعبين، و حكومة المحلية الإصطفاف خلف الفريق دعماً و سنداً بالمال و الرأي و إسداء النصح و الإرشاد، علاوةً على المؤازرة التشجيعية. كما على الإدارة مجانبة الإختلافات و الأراء السالبة التى تفسد ود القضية، فبلا شك حقكم الأدبي و المعنوي محفوظاً في سجل لوحة الشرف، كما حُفظ من سبقوكم من قبل أمثال ابو السعن، و شوشو، و ود عيسى و غيرهم.. من القائمة الطويلة المشرقة من هم على قيد الحياة أو انتقلوا إلى بارئهم. عليكم – بالإنتباه على لحظة “شرود” الهدف، و هي اللحظة تصل فيها الآمال الزروة، ثم تبدأ بالهروب من بين أضابير الإختلافات، فلا يأس و لا خنوع، و لا حدود حتي بلوغ الهدف. المسيرة طويلة تحتاج إلى الزاد المعين، فزادكم هو الصبر و التعاون و التكاتف.

▪️و كذا انتم اللاعبون لقد بذلتم الغالي و النفيس حتي بلغتم هذه المرحلة من البطولة، التي ارجو أن تعني لكم البداية لا الغاية، فلا زال المشوار طويلاً في درب النجاح، فإن أردتم الوصول إلى الغايات، فعليكم بمضاعفة المجهودات و السمو فوق التحديات و الصعوبات التي ربما تجابهكم في مسيرة الصعود إلى دوري الأضواء. فأنتم تمثلون جيلاً واعداً عُلقت بكم الآمال في صنع التاريخ و المجد. إمتداداً للأجيال السابقة من قبلكم من اللاعبين القدامى الذين رسموا بإقدامهم الإسم و الريادة لهذا النادي حتى صار عملاقاً و معروفاً، على سبيل المثال لا الحصر “عمر ميكي، عمر سندة، ضو البيت، ابكا (اولاد عيسي) و موضة و اولاد جمعة جمال، رابح، بكرى، قذافي، و تبري الصغير و الكبير، اولاد شميلة الرشيد، صلاح، و عربي خليفة ، و صلاح مكي، عباس بطري..” و غيرهم من اللاعبين الأفذاذ الذين سطروا اسمائهم باحرف من نور في جبين هذا النادي.
فأنتم جيل من الشموخ و الفخر و الكبرياء و نهر من العطاء نحو علو القمة و كتابة التاريخ المجيد.

بقلم/بابكر بشير
القاهرة/ ٤ يونيو ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى