طبت نفسا حيا وميتا أبا شهاب… محمد محي الدين المهل ( حبة) كتبت عاكفة الشيخ بشير

طبت نفسا حيا وميتا أبا شهاب… محمد محي الدين المهل ( حبة)
كتبت عاكفة الشيخ بشير
فجعت الأوساط الصحفية خاصة العاملين بوكالة السودان للأنباء / سونا / عصر الأحد الثامن من يونيو في العام ٢٠٢٥ م بنبأ كان وقعه كالصاعقة عليها وفقد أليم للجميع في زمن الحيرة والشتات حين نعى الناعي فقيد الكل / محمد محي الدين المهل الشهير ب ( حبة).
ذلك الرجل هو واحد من رجال الزمن السمح كان يقف بين الجميع على مسافة واحدة وتمتلئ المسافات بينه وبين الجميع بنور الحق الذي كان يصدح به في وجه كل شخص.
وبينه وبين كل فرد حديث خاص ارشادا وتقويما يدفعه به إلى الأمام ونحو العمل لم يكن يعمم التوجيهات الخاصة فيؤذي من وجهه بها كان يضع السر مكان السر والجهر مكان الجهر.
كان علما فذا من أعلام / سونا / اداريا وقائدا ومعلما ومربيا ومؤدبا يعمل بمهنية في صبر. يواصل ويتابع العمل من كل مكان وفي كل الأوقات يعرف قدره كل من عمه فضله فأفضاله لم يخص بها أحد ولا فئة وعم بها الجميع تبرز لمساته في قلم كل صاحب قلم من من عاصروه.
نهل الجميع من خبرته التي لم يبخل بها على احد فكان معطاءا صاحب فضل على الجميع.
كان صاحب مدرسة متميزة متفردة تخرجت منها أجيال من سونا كان ابا وأخا ومعلما ومرشدا ومربيا وهاديا للجميع حمل مشاعلا أضاءت لأجيال سونا من معاصريه الطريق.
كان مرآة تعكس لكل شخص نفسه لم يكن يخفي ولا يجامل يوجه دون إذاء وحرج.
كان حكيمنا الذي يلفنا حوله جميعنا وكنا ننهل من بحور معرفته ودرايته.
سرت أبا شهاب على نهج استاذك واستاذنا – رحمه الله – مصطفى أمين حكمة وتواضع لم تغتر بالمنصب ولا بعرض الحياة الدنيا كنت ترفع الكل إلى مقامك بلا تعالي ولا علو فيعلي ذلك من مكانك ولا يقلل من شأنك فأنت أنت ومكانك هو مكانك كبير القوم قائدهم وهاديهم .
قال قول الحق من قال حين وصل المهل للمعاش إن سونا تفقد ذاكرتها.
قد يقسم كل من عاصره في سونا زميلا أو رئيسا أو مرؤسا انه لم يغتب ولم ينم ولم يؤذي ولم يكن طعانا ولا لعانا فقد كان مؤمنا .
نحسبك من أصحاب اليمين فِي سِدۡرٖ مَّخۡضُودٖ وَطَلۡحٖ مَّنضُودٖ وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ.
هكذا عرفناك أبا شهاب وملاذ رفيق درب صديقة الكل عواطف محمد أحمد جبريل عشت شامخا عزيزا أبيا كريما معطاءا ومت تاركا سيرة طيبة وأعمالا جليلة نحسبها تثقل الآن موازينك فطبت نفسا حيا وميتا أبا شهاب.