الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب ..* *”الذهب” السوداني قضية أمن قومي لا مجال* *فيها للعبث والمجاملة*

*الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب ..* *”الذهب” السوداني قضية أمن قومي لا مجال*
*فيها للعبث والمجاملة*
كتب : الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم ثروة السودان واحتياطياته من الذهب وأرقام إنتاجه من المعدن
النفيس تضعه في قائمة اغنى الدول .. ولكن مفارقة بطعم المأساة أن
تكون ذات الدولة في قائمة الدول الأكثر فقرا..
ان الذهب كمعدن غال ونادر مورد اقتصادي استراتيجي وفي صدارة
العناصر الاستراتيجية الثمانية التي تتطلب عمليات استخراجها وانتاجها
حاجة الأمن القومي للدول.. ولا تترك نهبا لأهواء المغامرين أو لمزاج
الباحثين عن الثراء بأي ثمن.. إن الذهب أسوة بالمعادن النفيسة الأخرى
خط أحمر يتم التعاطي فيها بحذر.. فهي قضية أمن قومي لا مجال
فيها للعبث والمجاملة .. فإما أن تنتجه الدولة بامكاناتها وشركاتها إن
وجدت.. أو أن تدخل الحكومة بموجبها في اتفاقات دولية مقابل الدخول
في تقانات المستقبل الزراعية والصناعية والعلمية وغيرها.. أو مقابل
تطوير مشروعات استراتيجية كبرى تحيطها بنود قاسية وتحكمها ضوابط
صارمة لا يأتيها الغش من بين يديها.. ولا الخداع من خلفها
كم هو مؤلم ان ينتج السودان من الذهب عشرات الاطنان لعشرات
السنوات.. ثم تذهب عائداته كبندق في بحر هائج أو همسة في سوق أم
دفسو.. وتظل بلادنا كصحراء العتمور تشكو الفقر المدقع والذهب في
جوفها مطمور.. وعائدات انتاجه تشتري اليخوت لساكني القصور ..
ان لكل مواطن محروم، حق معلوم ، في كل جرام من الذهب المختوم..
مثلما ان هناك حقوقا واجبة تصان وتحفظ للأجيال القادمة.
لابد للدولة أن تضع يدها على كل مناطق الإنتاج ومناجم التعدين
فتوقف كافة أنشطة التعدين وتعلق عمليات استخراجه وانتاجه
وتسويقه.. وتعيد النظر في كافة الاتفاقات التي أبرمها عقل خائن أو
أمضاها ذهن كسول .. نعم لتكن كل احتياطيات الذهب تحت تصرف
الدولة وتحت سمع وبصر جهاز المخابرات العامة السوداني.. لابد من
إحاطة التعدين بسياج قانوني شديد الصرامة يوقف كل هذا الهدر
الاجرامي والعبث غير المسؤول
إن المطلوب وبأعجل مايكون تأسيس قوة ضاربة تحرس هذه الثروات
عامة والمعدن الثمين خاصة مايجعل من التنقيب العشوائي مجرد
ذكرى من الماضي .. ومن تهريب الإنتاج شيئا من الأمس الغابر..
وإن تاتي الدولة متأخرة
خير من أن لا تاتي البتة..
وانها لأمانة.. وخزي وندامة..