مقالات الرأي
أخر الأخبار

إبر الحروف عابد سيداحمد الوالى الراكز وحكايات لم تنته (٢)

إبر الحروف
عابد سيداحمد

الوالى الراكز وحكايات لم
تنته (٢)

* عندما غادر والى الجزيرة الأستاذ الطاهر ابراهيم الخير ودمدنى إلى بورتسودان عند سقوطها على ايدى المليشيا الارهابية لتقديرات أمنية حينها ناشته الأقلام ولاكته بعض ألسنة أهل الولاية بين محتج على خروجه و واصف له بصاحب الرجل الحارة لسقوط الولاية بعد توليه شانها بايام

* وفى بورتسودان توطدت علاقتى بالرجل الذى كنا نلتقيه يوميا فى رئاسة ديوان الحكم الاتحادى التى كان يأتيها انتظارا لتوجيهات العودة للمناطق التى هى خارج سيطرت المليشيا لإدارة الولاية منها

* ومن مزايا الخير التى لمستها أيامها أنه لا يلتفت لما يقال ويكتب عنه من أنه قد شرد وأنه صاحب (كراع حارة) وغيرها

* وعرفت فى الرجل الصوفى وانا امكث معه كل يوم الساعات الطويله واقترب منه كل يوم أكثر انه مستمع جيد طويل البال

* وفى ليلة إبلاغه بالعودة إلى المناقل ابلغنى عبر الهاتف فجرا بالقرار الذى فى تنفيذه لم ينتظر من كنا نجالسه كل يوم لنودعه

* وفى المناقل بحسب ماتابعنا عاش الرجل الخطر المحدق بالمدينة كل حين من محاولات المليشيا المستمرة لدخولها ومن انقطاع المنطقة عن مناطق البلاد الاخرى والظروف المعيشية الصعبة التى عاشها أهلها مع عدم توفر السلع وعدم وجود الكهربا والمياه والاتصالات
* وبرغم كل هذا رفض الوالى مغادرة المدنية لإدارتها من سنار وهو يقول إن بقائى بالمناقل يعنى ثبات أهلها ويعنى التمسك بالمدينة وكان فى بقائه يقف مع المتحركات ويتقدم كل حين صفوفها مسردبا لكل التحديات بالمناقل عاملا على توفير الخدمات الممكنة مع وزرائه المحدودين الذين تحملوا الصمود والذين من بينهم وزير ماليته عاطف ابوشوك ووزير البنى التحتية المهندس ابوبكر عبدالله ووزير الشباب الأستاذ طارق فى وقت غادر فيه بقية الوزراء المدينة القاسية العيش المهددة أمنيا
* ونجح الوالى الراكز باصراره فى أن يعيد التيار الكهربائي عبر الطاقات البديلة على يد وزيره الشاطر ابوبكر وان يفعل الكثير

* وتحمل فوق كل هذا الهجوم الكثيف عليه ومطالبات البعض باعفائه والمجئ بوال عسكرى من أبناء الولاية

* وعندما سألته ايامها عن تلك الأصوات المطالبة بإعفائه قال لى اننى لست متمسكا بالموقع وعقب تحرير الجزيرة الهدف الذى نعمل له جميعا الان من حق القيادة العليا للدولة أن تختار من يناسب المرحلة فهى صاحبة التقدير والقرار

* ومع ارتفاع الاصوات حينها سالت وزير الحكم الاتحادى ايامها عنها فقال لى لم يأتينا أحدا وان جاء فإننا لانحكم على الولاة بما يقوله البعض عنهم ولدينا وسائلنا وآلياتها للحكم

* وهكذا ظل الوالى الطاهر راكزا فى ظل كل هذه الظروف مقدما تجربة تحمد له واستطاع بصموده وصبره أن يبقى حتى تحرير الجزيرة وعودته لمدنى ودخوله مع طلائع التحرير

* بعد التحرير سالت جهات نافذه ببورتسودان عن مصير الطاهر بعد التحرير فوجدتها داعمة لبقائه فاستمر بالفعل فى موقعه يعمل بهمة الشباب فى تنوع اهتماما ت مفقود فى كل الولايات فهو يعمل فى كل المجالات فى وقت واحد

* وعندما عدت إلى ودمدنى قبل ايام دعانى إلى بيته فرأيت عن قرب كيف ان الإرهاق والتحديات قد غيرت فى ملامحه ولكنها لم تقلل من عزمه

* وحكى لى فى ذلك اللقاء عن ذكريات تلك الايام العصيبة وكلمنى عن احلام يريد أن يجعلها واقعا ولم المس فيه تمسكا بالمنصب مثلما لم المس تعامله بردود الافعال مع من يعادونه ويقول اننى مستمر فى عملى بلا تقاعس وجاهز للمغادرة متى ما رأت القيادة العليا أن اترجل وهكذا نحن الضباط الاداريين نعمل فى كل الظروف وفى ظل كل التحديات وفى اى مكان ونضع القلم برضاء عندما نؤمر بذلك من القيادة العليا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى