مقالات الرأي
أخر الأخبار

إبر الحروف عابد سيد احمد ليلة رحيل عيسى !!

إبر الحروف
عابد سيد احمد
ليلة رحيل عيسى !!

* و آذاننا فى بواكير اعمارنا تتعلق (بالراديو) و هنا ام درمان وقتها كانت الاذاعة الوحيدة فى الساحة وكان الناس يتحلقون حول المذياع كثيرا ليتابعون باستمتاع برامجها
*
* كان لسان العرب الذى يعده ويقدمه العلامة فراج الطيب السراج من البرامج التى تجد المتابعة

* والذى يعد من كنوز مكتبة الإذاعة السودانية التى نأمل ألا تكون قد امتدت إليها ايادى المليشيا الاثمة بالسرقة أو الاتلاف

* والسراريج حكاية طويله من العطاء المتنوع و المتصل فالشيخ الطيب السراج من اعلام اللغة العربية ومن الشعراء الافذاذ

* و حديد تبوأ فى مسيرته أرفع المناصب الإعلامية بالبلاد

* و سعيد جمع فى مسيرته بين التدريس والعمل الاعلامى وتميز فى الاثنين معا
*
* والشيخ على السراج شكل حضوره هنا وهناك

* والطيب ابن فراج كان مديرا لتحرير صحيفة الحق والجمال الوان

* والزميل نوح السراج جمعتنا به الصحافة وقوت صلاتنا محبتنا للفنون ومجالسها وهو من دفع للوسط الفنى بابنه المغنى امجد السراج

* وهكذا تطول قائمة السراريج فى سفر العطاء للناس

* ومن بينهم كانت علاقتى الاقوى والاطول مع استاذ الأجيال عيسى الذى رحل عن دنيانا قبل ايام

* الذى رحل منا بجسده وبقى بيننا بما ترك من بصمات فى حياتنا واثر

* و عيسى كان فى زمان تلون الوجوه بوجه واحد لايجامل ليكسب أحدا ولا يكون إلا بجانب الحق اينما يكون

* واذكر عندما عينت مديرا للثقافة بولاية الخرطوم خلفا للدكتور ماجد السر الذى انتقل لهيئة الخرطوم للصحافة والنشر مديرا عاما دخل على عيسى فى مكتبى بالوزارة بقامته المديدة وملامحه التى تبدو عليها الصرامة وهو يقول لى بعد التحية : لقد ذهب ماجد فهل ستكون مثله ام ستمحو كل شئ كان قد فعله وتبعد كل من كان حوله وحكى له صلته بالدكتور ماجد وكيف كان هو من الذين يحركون معه ساكن الخرطوم الثقافى الولاية التى بها (٧٠٠ ) نادى ثقافى رياضى اجتماعى ومراكز ومنتديات كثيرة فجلست بجواره وانا اقول ان ماجد فعلا يصعب من مهمة من يخلفه فى اى موقع ولكننى ساقتفى أثره وامشى على نهجه واستند عليكم من بعد الله فى الإضافة ومن يومها لم يفارقنا عيسى وظل معنا فى لجان التخطيط للمناشط الثقافية بالولاية الكبيرة وفى لجان التحكيم فى منافسات الأندية الثقافية الرمضانية وكنا كلما احسسنا بالاعياء من الحضور اليومى للمنافسات اليومية بالأندية المنتشرة فى أرجاء الولاية الشاسعة يقوينا استاذنا عيسى بصموده وهو يصر على الاستمرار والذهاب والعودة معنا كل يوم اخر الليل ولا يتخلف حتى عن ليالى اندية مناطق ام ضوا بأن و الدبة والخليلة والجزيرة اسلانج وغيرها من المناطق البعيدة من سكنه والتى كنا نمشيها وفقا لبرامج المنافسات اليومى فى كل ارجاء الولاية وكان كلما احتفى عيسى بموهبة وراهن عليها لا تخيب حاسته وبالفعل خرج من دورى الأندية مذيعين الان نجوما ومغنيين صارت لهم شعبيه لافته ودراميين تحولوا إلى أسماء وظل عيسى من متابعاتى يوازن فى اهتماماته فمثلما كان مولعا بالثقافة والفنون كان مغرما بالرياضة والمريخ الذى كانت له معه صولات وجولات فى مساندته والتوثيق له كما كان وراء نهضة كثير من الأندية الامدرمانية الاخرى

* وعيسى المربى بمقدراته الإدارية العالية انجح مدارس أسرته التى كان يديرها ومثل نجاحه فى التعليم نجح فى الإعلام بقلمه الذى يستند على مبادئه التى لاتحيد عن الحق

* وبرزت شخصية عيسى الإنسان فى التقاء الناس عنده فكان بيته مفتوحا مثل قلبه للجميع وكان يتبنى حوائج غيره وظل المتقدم لنا فى المقابر عند رحيل من نعرف

* وبمبادئه التى لايتزحزح عنها رفض بعد اندلاع الحرب مغادرة بيته ومحل ذكرياته با مدرمان وبقى هناك حتى نعاه الناعى ليتقدم والى الخرطوم موكب المشيعين ولتبكيه فى ليلة رحيله كل الاوساط والمجامع التى أحبها واحبته بصدق وهذا مايحدث عند فقدنا لمن كانوا يشكلون بيننا الحضور اللافت والمستمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى