إبر الحروف
عابد سيداحمد
رسالة هادئه للمواطن الوزير الاعيسر
* إن أهل بلدك الذين أطلقوا عليك لقب السوخوى يحفظون لك اخى الاعيسر انك قرابة العامين كنت ناطقا متطوعا باسم الوطن ومدافعا عنه بكل قوة ضد الأعداء فى اصعب واعقد المراحل
* و كنت تفعل كل ذلك وجيوشنا الموجودين بسفاراتنا فى بلاد الدنيا صامتين و الذين يحاربونك الان لايخرجون ليقولون كلمة حينها
* وكنت انت جبلا لا تهزك ريح أو ترعبك تهديدات الأعداء وظللت هكذا تخرج كل يوم عبر عدة قنوات لتقارع وتصارع العشرات من مستشارى المليشيا على الملأ من خلال القنوات وتصرعهم بالحجة وبمنطقك وبالكاريزما التى حباك الله بها
* ولم تكن بحاجه لان تاتى للبلاد وتنشغل بالاجتماعات والتشريفات وانت بالخارج نجما و لك مشروعاتك الخاصة الناجحة
* ولكنك عدت استجابة لالحاح القيادة العليا بأن تأتى وصرت ناطقا رسميا المهمة التى لم تضف لك شيئا غير حسد الحاسدين على من يجلسون على كراسى السلطة
* فإن رفع عنك التكليف يكفيك انك شغلتها مرتين مرة شعبيا بطوعك و ثانية رسميا بالتكليف فى عهدك الوزارى الاول
* شغلتها فى زمان غير هذه الأيام وفى ظروف غير فكفاك كفاك فإنها لم يعد لها الان بريقا
* والان جاء الدور الوطنى الأهم والأكبر بعد أن بدانا فى الاعمار الذى يحتاج للفعل لا الكلام
* وانت على رأس وزارة سيحفظ لك التاريخ إصلاح حالها بعد خرابها كما حفظ لك دورك فى الدفاع عن الوطن
* وزارة كل مؤسسة فيها الان بحاجة إلى إصلاح
* مؤسسات لو أنصلح حالها سيكون تأثيرها اقوى واكبر من دور اى ناطق رسمى واحد باسم الحكومة
* فاصلح حال التلفزيون القومى الكسيح حاليا والذى لايقوى على القيام ليراه الناس فى بلاد الدنيا وليشكل الحضور والاثر بين تلفزيونات العالم واعد إلى هنا ام درمان بريقها الذى فقدته واعد للجهازين عامليهم المبدعين الذين ابعدوا بالحجة الواهية أن التلفزيون والاذاعة لابد أن يعملان بالحد الادنى والتى افقدت تلفزيوننا الانتشار وجعلت مشاهدته منحصرة فى مسئولينا الذين يتابعون اخبارهم وعامليه القلة ويمكن أن تتأكد من ذلك من جهات الرصد
* واجعل للهيئة مجلس إدارة كما كانت فى كل عهودها
* أما وكالة السودان للأنباء سونا الاسم العملاق التى كانت لها شنة ورنة بدلا من تقويتها فى زمان الحرب لتتصدى لدورها المهم قزمناها واختزلناها فى عدد لا يتجاوز اصابع اليدة الواحدة مستضافين داخل إحدى وز ارات ولاية البحر الاحمر فى مكتب واحد ونجوم وارقام سونا الكثر بعيدين أو مبعدين لافرق
* ومجلس الصحافة والمطبوعات برغم اسمه فانه لايتعدى الان موظف واحد حاله مثل حال الإعلام الخارجى الذى كان فاعلا ومؤثرا بإمكاناته وادواره ايام الاستاذه سميه الهادى
* أما الثقافة فهذه لم نجعل لها دورا فى المعركة برغم أهمية الفنون بكل اشكالها فى التعبئة ودورها المطلوب فى اعمار الوطن والنفوس التى رأت مارات من اهوال وحتى المجلس القومى للثقافة والفنون غيبناه كما غابت إدارة السياحة التى يفترض أن تبدأ فى الترميم والمعالجات لتواكب حركة الاعمار
* واذاعات وتلفزيونات الولايات التى تم ضمها للوزارة الاتحادية بقرار رئاسى فى حالة توهان لا تعرف مصيرها وتفتقد من يرعاها
* أن المهام كبيرة وكثيرة اخى الاعيسر وكلها ادوات للنطق أكبر من ناطق واحد وأكثر تأثيرا أن جهزناها لمهامها فهيا اترك الإحباط فأنت الوزير الذى ينتظرك الوطن والمواطن لا المواطن كما تكتب على صفحتك هذه الايام من إحباط غير مرغوب
