الجزء الثاني لتقريرالذكاء الاصطناعي التوقعات والمخاطر رصد وإعداد : عاكفة الشيخ بشير

الجزء الثاني لتقريرالذكاء الاصطناعي التوقعات والمخاطر
رصد وإعداد : عاكفة الشيخ بشير
تناول د . محمد جعفر حضرة المحاضر الرئيسي لموضوع الندوة في بداية حديثه (بعد المقدمة السابقة عن التقنيات الرقمية) عددا من التعريفات العلمية الخاصة بموضوع الندوة ومقارنتها مشيرا إلى أن مكون الذكاء يمكن ان يكون متوفر للإنسان وللحيوان بمختلف الدرجات، وهو المقدرة على التصرف والتعلم من الاستنتاجات والتجارب السابقة وتحليل المعطيات والتصرف بناءً عليها وتحليل المعطيات والاستجابة المناسبة واتخاذ القرار بينما الذكاء الاصطناعي هو محاولة لمحاكاة الذكاء الإنساني وهو مجموعة تقنيات ونماذج حاسوبية خوارزميات تهدف لتمكين الحاسب من محاكاة الذكاء البشري حتى يتمكن من اتخاذ القرار بناءً على تحليل المعطيات دون تدخل الانسان مشيرا إلى أنه لم يكن للحاسوب اتخاذ قرار دون تدخل الانسان ولم تكن له مقدرة على التعلم بل كانت تتم برمجته ، إلا أن الحاسوب تمكن من التعلم من التجارب والبيانات ويمكنه بعد التعلم الاستنتاج والتحليل واتخاذ القرار والتفاعل مع البيئة المحيطة بالشكل المناسب .
وأضاف إن من اظهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي ( الروبوتات ) وأنه توجد تطبيقات في التشخيص الطبي واللغات الطبيعية وعدد من التطبيقات وقال : إن أوضح تطبيق يدرب الآلة لتقوم باتخاذ القرار هي السيارة ذاتية القيادة وهي مجموعة من المستشعرات للبيئة المحيطة يستطيع الروبوت اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بناءً على مدخلات وتدريب مسبق .
وتناول تعريف الذكاء الاصطناعي التوليدي قائلا : إن الذكاء الاصطناعي الذي أحدث الآن ضجة هو ( الذكاء الاصطناعي التوليدي ) الذي يقوم بتوليد النصوص والصور والفيديوهات ، وهو أحد فروع الذكاء الاصطناعي .
,أشار إلى أن من أهم المصطلحات مصطلح ( تعلم الآلة ) وهو عبارة عن ماكينة لنظام الذكاء الاصطناعي هي نفسها الخوارزمية التي تمكن من التعلم وتعطي النتيجة لاتخاذ القرار .
وأضاف إن تعلم الآلة هو طريقة عمل مختلفة للحاسب عن السابق – حيث كان الحاسب تتم برمجته بتحديد المسارات لمختلف الاحتمالات على طريقة : إذا حدث كذا افعل كذا – . أما في تعلم الآلة فيتم ( عمل خوارزمية حاسوبية لاستنباط الأنماط المعقدة من البيانات التي يتم التدريب عليها ومن ثم الاستفادة من هذه الانماط في التنبؤ وتصنيف البيانات ) .
وقال من ذلك ما يتضح من احد فروع الذكاء الاصطناعي الخاص بمعالجة اللغات الطبيعية ، وهذا الفرع من العلوم قديم لم يظهر الآن وبدأت فيه البحوث من وقت طويل جدا لكن كان يشوبه قصور لآن الكمبيوتر لم يكن يفهم السياق ، ونذكر قبل سنين وجدت محاولات لعمل الترجمة الآلية ولكن نجدها دائما تعجز عندما يتم إعطاءها نصوصا كبيرة، وتمكن مجموعة من العلماء من استخدام طريقة جديدة تسمى الانتباه – خوارزمية – النص وبالتالي مكن الآلة من فهم لغة الانسان الطبيعية هذه ساعدت الآلة في فهم السياق ( خوارزمية الانتباه ) وهذه تعد نقلة جديدة .
وأضاف إن التطور في فهم اللغات الطبيعية لم يكن وليد السنوات السابقة ( 2018) بل منذ العام 2003 م حيث جرت محاولات في فهم اللغات الطبيعية ومرت بمراحل طويلة اكبرها كان خوارزمية الانتباه التي أدت لفهم الآلة للنص .
وكل ما يحدث في نموذج اللغة هو التنبؤ بالكلمة القادمة ، يبدأ بالكلمة الأولى ليتنبأ بالكلمة اللاحقة ماذا تكون بناءً على معلومات بيانات ضخمة تم تجميعها من النصوص ، وعندما نتحدث مع الآلة كأننا نتحدث مع انسان يكون حديث متماسك واجابات منطقية جدا ولا يختلف الحديث معها عن الحديث مع أي إنسان.
وقال : إن نماذج اللغة تدفعني للقول إن الذكاء الاصطناعي ليس له ( إدراك ) مشيرا إلى أن الذكاء التوليدي عند التحاور معه يعطي ردودا منطقية وموزونة لكن ليس لديه إدراك للنص ويتم ذلك عن طريق تنبؤ بالكلمة القادمة وفقا لخوارزميات تستخدم الإحصاء والاحتمالات . واستدل على ذلك أيضا بما يسمى اصطلاحا بـ (الهلوسة ) التي قد تحدث له ما يدل على عدم وجود الإدراك .
الذكاء الاصطناعي التوليدي ومخاطره – قالو عنه – :
يدور حديث في مختلف الأوساط عن الذكاء التوليدي ومخاوف حوله في هذا الإطار تناول دكتور حضرة أقوال عدد من المتخصصين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي عن مستقبل الذكاء التوليدي جميعهم أبدوا مخاوفهم منه حيث قال مؤسس وصاحب شركة ميكروسوفت : يجب على البشر أن يقلقوا بشأن التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي . وأشار د. حضرة إلى أن أهمية المقولة تزيد كونها قيلت من شخص مثله .
وقال التمان عضو مؤسس في شركة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي :
عصر ما قبل الذكاء الاصطناعي وما بعده سيكون مثل عصر ما قبل اكتشاف الكهرباء وما بعدها ، نحن أمام تسونامي تكنولوجي وقد بدأ الآن .
وقال عالم الفيزياء ستيفن هوكينج : قد يكون الذكاء الاصطناعي الحدث الأكبر في البشرية وللأسف يمكن ان يكون الحدث الأخير – له مقاصد من جملة الحدث الأخير- قد يكون الحدث الأخير للإنسانية فقد يحدث دمار وقد لا تكون هنالك إنسانية . وأشار د. حضرة إلى أن تلك مقولة عميقة من شخص بهذا المقام لذلك تستحق الوقوف عندها .
وقال ربان وعالم الذكاء الاصطناعي التوليدي نفسه ماسك :
نحن نستدعي الشيطان
وقال جيفري هينتون عالم الحاسوب والاب الروحي لنظريات الذكاء الاصطناعي – الذي استقال من منصبه في قوقل لأخلاء مسؤوليته والتحدث علنا عن مخاطر الذكاء وما قد يحدث – :
البشر سيكون ثاني اذكى شيء في الكون بعد الآلة
وقال د. حضرة حتى الآن البشر هم الاذكى لا يمكن للآلة تكوين ذكاء متكامل كذكاء البشر فيه ذاكرة ووجدان وتفاعل مع المحيط بالصورة المطلوبة وفيه تفاعلات اجتماعية لكن هو قال ( سيكون البشر ثاني أذكى شيء ) .
وأضاف حضرة لا تمتلك الآلة حاليا الوعي لكن وفق ما يقال ستتطور لتمتلك ذلك الوعي وعلينا الاستعداد والوعي بما سيحدث .
وأشار حضرة إلى مقولة جيفري هنتون : انهم صنعوا خوارزمية التعلم ويعرفوا كيف تعمل ولكن لا يعرفوا كيفية تفاعلها ؟
وتأتي تأكيدا لذلك حالات برنامجي روبوت لشركة تمت برمجتهما ليتحاورا بينهما بالإنجليزية وبعد فترة وجدوا ان الجهازين طورا اللغة إلى لغة أصبحت غير مفهومة ، لغة تمكنهما من الحوار بصورة أفضل وتم اغلاق التجربة .
توقعات الاحلال في الفترة القادمة :
أوضح د . حضرة أنه وفق الدراسات فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول 2030 م وسيحل محل 400 مليون وظيفة بحلول 2030 م وبذلك يكون الفارق 300 مليون وظيفة . مشيرا إلى أن من يملك مهارات التعامل معه سيكون وضعه الأفضل .
وأشار إلى أن نماذج الوظائف التي يمكنه أن يحل فيها محل البشر منها : التدقيق اللغوي ، الترجمة، خدمة العملاء، الاستشارات القانونية ، بعض قطاعات المحاسبة ووظائف فحص وتدقيق الآلات .
وأشار إلى أن ما يقال عن أن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ وظيفتك لكن سيأخذها شخص يستطيع تسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي موضحا إن هذا يعد وضع خطير يتطلب الاستعداد له بشكل محدد!!.
ودارت عدة مداخلات ومناقشات هامة في الندوة نذكر منها ما طرحه كل من :
د . معاوية الفكي أستاذ علوم الحاسوب بجامعة شمال تكساس مدينة دينتون حول البنود المتعلقة بمشاكل التحيز والاخلاقيات .
و د . وائل عثمان أرو حول الانضمام للمنصة .
و د . صيدلانية رندا حافظ صديق في تساؤلات عن كيفية تجنب الخطر القادم الذي قال عنه أحد العلماء : نحن أمام تسونامي تكنولوجي وقد بدأ الآن
وإمكانية إنشاء مؤسسة مسؤولة عن تعاملاته على نهج مهام واختصاصات الوكالة العالمية للطاقة النووية لتجنب مخاطره وتنظيم أعماله وتبصير الشباب به.