كابتن طيران يفاجئ رئيس الوزراء بهدية غير متوقعة في قلب الخرطوم
في خطوة غير مألوفة، أعلن الكابتن الطيار ناصر الشيخ الشهير بـ”المانجيل”، عن تبرعه بمنزله المكوّن من خمسة طوابق ويحتوي على سبع شقق بمجموع 25 غرفة، جميعها مكيّف ومزودة بمصعد، لصالح رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، وذلك لاستخدامه كمقر حكومي مجاني لمدة عام كامل.
الخطوة فاجأت كثيرين من المراقبين والناشطين، وأثارت ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا أن الإعلان تزامن مع دعوة رئيس الوزراء للانتقال التدريجي لمؤسسات الحكومة الاتحادية من بورتسودان إلى العاصمة الخرطوم.
دعم حقيقي للانتقال السياسي والإداري
الكابتن ناصر الشيخ، وهو من الكوادر الجوية المخضرمة في سلاح الجو السوداني وذو خبرة طويلة في قطاع الطيران المدني،
أشار في بيان صحفي إلى أن مبادرته تأتي «في إطار الواجب الوطني»، مضيفًا أن على كل سوداني أن يقدّم ما يستطيع في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان.
وأوضح أن المبنى، الذي يقع في منطقة حيوية داخل الخرطوم، يمكن أن يُسهم في تسهيل الانتقال المؤسسي من الشرق إلى العاصمة، ريثما تُستكمل أعمال الصيانة والتأهيل للمقار الرسمية المتضررة من الحرب.
إشادة شعبية واسعة ورسائل دعم
لاقى الإعلان ترحيبًا واسعًا من المواطنين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر كثيرون أن الخطوة تعبّر عن روح وطنية عالية. وكتب أحد المدونين: «هذا هو الفرق بين الأقوال والأفعال.. الكابتن ناصر يُجسّد الإيجابية الحقيقية».
كما نُظمت حملة إلكترونية تطالب بتكريم الكابتن رسميًا، باعتباره أول شخصية مدنية تُقدم مساهمة ملموسة لدعم عودة الحكم إلى الخرطوم، في وقت ما زالت فيه معظم الوزارات تعمل من خارج العاصمة.
نموذج للمبادرات الطوعية في مرحلة ما بعد الحرب
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مبادرات مماثلة من رجال الأعمال والمغتربين، خاصة في ظل النداءات المتكررة للحكومة الانتقالية بضرورة مشاركة المجتمع في جهود إعادة الإعمار، وتهيئة بيئة العاصمة لاستئناف العمل الحكومي.
ويُعتقد أن تبرع الكابتن ناصر بمنزله لا يحمل فقط بُعدًا مادّيًا، بل يبعث أيضًا رسالة رمزية عن استعداد الكفاءات الوطنية للمشاركة في ترميم الخراب، وترسيخ ملامح الدولة المدنية الجديدة.
