عبق الحروف مسجل عام المنظمات: تجربة نسائية تعيد رسم ملامح الكفاءة بدرالدين عبدالقادر

عبق الحروف
مسجل عام المنظمات: تجربة نسائية تعيد رسم ملامح الكفاءة

بدرالدين عبدالقادر

ليست كل القيادة صخبًا فبعضها يُمارس بصمت ويُحدث فرقًا عميقًا لا يُرى إلا في الأثر.
وفي أروقة مفوضية العون الإنساني الاتحادية حيث تتقاطع المهام وتتزاحم المسؤوليات تبرز قيادة نسائية تتحرك بثبات وسط تحديات الواقع الإداري والإنساني إنها مسجل عام المنظمات الطوعبة الاستاذة منى نور الدائم التي أدارت ملفات دقيقة في بيئة شديدة الحساسية بقدر من الهدوء والانضباط يُحسب لها.
لم تكن الوظيفة عندها مجرد منصب بل مسؤولية تُدار بعين فاحصة وعقل منفتح. تمضي في يومها بتنظيم واضح وتوازن ملحوظ بين الحزم والمرونة والبساطة حسّ الواجب ومتطلبات الواقع في تعاملها يظهر احترام النظام دون تعطيل والاهتمام بالأثر دون ضوضاء.البشاشة سمتها والدقة إسلوبها والعمل الجاد منهجها لا تتوقف كثيرًا عند الأضواء بقدر ما تركّز على المهام تنتمي إلى نمط من الإداريين الذين يُفضّلون العمل بصمت دون ضجة ويتركون لأفعالهم أن تعبّر عن نهجهم.
بين جنبات مكتبها تسود لغة مؤسسية واضحة ترتكز على الشفافية والإنضباط وقد شهد عهدها إعادة تسجيل عدد كبير من المنظمات الوطنية والأجنبية مما عكس رغبة واضحة في إعادة ترتيب السجل الإنساني على أسس أكثر تنظيمًا وشفافية كما انعقدت في فترتها جمعيات عمومية لعدد من المنظمات الجديدة وهو ما أعطى دفعة متجددة لبيئة العمل المدني.
هي امرأة اختارت أن تتعامل مع المسؤولية بروح الفريق دون ادّعاء احتكار للنجاح. تركز على التفاصيل وتتعامل مع التحديات كفرص للتطوير ما جعل حضورها مؤثرًا دون الحاجة للضجيج
في مسارها المهني حيث تبرز قيمة الجدارة المهنية المبنية على استمرارية الفعل العملي الجاد برؤية ثاقبة.
ومن خلال تجربتها، يمكن القول إن الكفاءة لا ترتبط بالنوع بقدر ما ترتبط بالمسؤولية والممارسة الواعية.
نفحة من اخر العبق
وهكذا، في زمن بات فيه الأداء يقاس بالشعارات أكثر من الإنجازات، تظل التجارب الصادقة كالتي تقودها منى نور الدائم تبرهن أن القيادة الحقيقية هي ما يُترجم إلى أثر، لا إلى ضجيج؛ وأن المرأة حين تُمنح الفرصة وتُقدّر الكفاءة، فإنها تصنع فرقًا يصعب تجاهله، بصمتٍ يعادل صوت الإنجاز.